بقلم: عبدالرزاق زيتوني | منبر24
اهتز دوار أولاد يوسف بإقليم بني ملال على وقع حادث مأساوي، بعدما أقدم شاب معتصم فوق خزان مائي (شاطو) على الاعتداء العنيف على عنصر من عناصر الوقاية المدنية، خلال محاولة هذا الأخير التدخل لإنقاذه.
ورغم أن رجال الوقاية تدخلوا بروح إنسانية عالية لإنقاذ الشاب المعتصم، إلا أن هذا الأخير لم يكتفِ بالاعتداء على العنصر بعصا حديدية، بل قام برميه من أعلى الخزان، ما تسبب له في إصابة خطيرة تطلبت نقله على وجه السرعة إلى المستشفى.
الحادث تطور بشكل صادم، حيث حاول المعتصم بعد ذلك وضع حبل حول عنقه والارتماء من فوق الخزان، في مشهد مأساوي، قبل أن يتدخل رجال الوقاية مرة أخرى، مخاطرين بحياتهم في محاولة لإنقاذه من الموت.
ورغم أن دوافع المعتصم – المرتبطة بما يصفه بظروف وفاة والده الجندي المتقاعد – تستحق التحقيق والإنصاف، إلا أن ما وقع يطرح تساؤلات عميقة:
ما ذنب رجل الوقاية المدنية؟
هل يُعقل أن تكون التضحية تقابل بالعنف؟ وهل بات الإنقاذ مهنة محفوفة بالخطر من أولئك الذين يُفترض أن نُنقذهم؟
الواقعة تسائل الضمير الجماعي، وتدعو لإعادة الاعتبار لعناصر الوقاية المدنية الذين يواجهون الموت بصمت، فقط من أجل أن يعيش الآخرون.
