اعلان
اعلان
مقالات الرأي

زمن اللايقين .واللي تلف يشد الأرض !!!

اعلان

 

في ظل تدفق و سيولة المعلومات، تابعت البشرية كلها الانباء و الأخبار حول حيثيات الزلزال الذي عرفته تركيا، و تضاربت التحليلات حول من يرد أسبابه إلى العامل البشري من خلال تحرير الطاقة الزلزالية عبر الأشعة المنبثقة من طبقة ionosphere و منظومة HAARP و بين من يعتبره حركة جيولوحية طبيعية للأرض في منطقة معروفة بتعرضها للزلازل . ثنائية هذه الصورة الموزعة بين حقيقتين تمثل نموذجا حيا ضمن ملايين من “الحقائق المتضاربة” التي تنتشر في وسائط التواصل الإجتماعي، لم يعد الملتقي يجد ضالته وأضحى يعيش نوعا من التيه و الهشاشة الإنسانية و القلق و الخوف وهلم فوبيات . فلم نعد نمتلك الحقيقة التي تشفي غليلنا و تهدئء أعصابنا، بل صرنا عرضة لسيل غامر من التفاهات و الأقاويل الكاذبة. فمن يتعرض لتلفيقات كاذبة سواء عبر التدوينات أو عبر الفيديوهات المفبركة لا يمكنه أن يمحي تلك الصورة أو يصححها بطريقة سهلة، بل تبقى لصيقه به إلى ما لا نهاية و هذا يتولد عنه بلاشك مواقف إنسانية و سلوكات عدائية و أحكام قيمة تجافي صحة الواقع . قد يكون هذا اللايقين المفروض قسرا رغبة من تجار العالم من المتحكمين في الشركات الما فوق دولاتية في خلق نفسية مهزوزة و غير مستقرة عند المستهلك تخشى من المستقبل و تعوض هذا الفزع بالزيادة في الإستهلاك و هو استغلال بشع لعلم الأعصاب neurosciences في تكريس هذا الوضع اللاصحي لتخويف البشرية و جعلها أداة في الرأسمال المعولم .و قد عاشت الإنسانية لحظات الخوف أيضا إبان كورونا عندما عزلت بين أربعة جدران. فالوضع الحالي يحتاج منا التأمل و تجاوز هذا الإحباط الذي تدعمه التغيرات المناخية و تهديد الحياة فوق الأرض.فالايقين/مبدأ الشك كنظرية بدأ منذ سنة 1927 في الفيزياء الكمي مع Heinsberg الذي أكد أن لا حقيقة كاملة في أي شيء و أننا لا يمكن فهم المستقبل ما دام الحاضر ليس اصلا غير مفهوم ؛ ليتحول هذا اللايقين الى السياسة و إلى الاقتصاد و إلى الأخلاق و إلى كل مناحي الحياة . فعلا ” راحنا تالفين .و اللي تلف يشد لرض” .

اعلان

 

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى