أثارت الزيارات المتكررة التي قامت بها وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغيف، إلى المغرب، جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل، حيث أبدت شخصيات عامة وإعلاميون استياءهم من تكرار هذه الزيارات في ظل الأوضاع الداخلية المتأزمة التي تشهدها إسرائيل، لاسيما من حيث التحديات المتعلقة بسلامة الطرق وحوادث السير المميتة التي تعصف بالبلاد.
الإعلامي أيل بركوفيتش كان من أبرز المنتقدين لهذه الزيارات، حيث عبّر عن غضبه من زيارات ريغيف المتكررة إلى المغرب، متسائلًا في حديثه مع إذاعة 103FM: “ماذا تفعل بحق الجحيم في المغرب؟”. وأضاف أنه في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل تحديات داخلية خطيرة، ينبغي على الحكومة أن تركز على معالجة الأزمات الداخلية بدلاً من هذه الزيارات التي تثير التساؤلات. وكان بركوفيتش يشير بذلك إلى ما يعتبره إهمالًا من الحكومة الإسرائيلية لمشاكل المواطنين، وخاصة في ظل أزمة سلامة الطرق المستمرة.
من جانبه، أيد الإعلامي أريئيل سيجال تصريحات بركوفيتش، مشيرًا إلى أن الوضع فيما يتعلق بسلامة الطرق داخل إسرائيل، وخاصة في المجتمع العربي، يزداد سوءًا بشكل ملحوظ. ورغم أنه حاول في البداية أن يربط زيارات ريغيف إلى المغرب بخطط لتحسين قطاع النقل، إلا أنه لم يتمكن من العثور على تفسير منطقي ومقنع للعدد الكبير من هذه الزيارات، وهو ما دفعه أيضًا إلى انتقاد الحكومة الحالية، واتهمها بالفساد وسوء الإدارة في التعامل مع القضايا الداخلية الحساسة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأولويات السياسية لا تساهم في تحسين الوضع الداخلي في إسرائيل.
ويزيد غياب أي رد رسمي من الوزيرة ميري ريغيف أو حكومتها حول دوافع هذه الزيارات من حالة الغموض، مما يفتح المجال أمام خصومها السياسيين لتوسيع دائرة الانتقادات والتساؤلات. فغياب التوضيح الرسمي يُثير مزيدًا من الجدل حول طبيعة هذه الرحلات، ويدفع البعض إلى التكهن بأن هذه الزيارات قد تكون تحمل أبعادًا تتجاوز الشأن المواصلاتي المباشر.
ووسط هذه الأجواء، يروج بعض النقاد لفكرة أن الزيارات قد تكون جزءًا من تحركات سياسية غير معلنة، ربما تهدف إلى تعزيز علاقات إسرائيل مع المغرب في إطار التغييرات الدبلوماسية والسياسية التي تشهدها المنطقة. هذا الغموض، بدوره، يزيد من تعقيد الصورة العامة ويجعل من الصعب على الجمهور الإسرائيلي فهم الأهداف الحقيقية وراء هذه الزيارات المتكررة في وقت حساس، حيث يواجه المجتمع تحديات اجتماعية وسياسية ملحة.