منبر24 – أسماء الشتيوي
احتضن مقر جهة أوفيرن-رون-ألب بمدينة ليون، يوم أمس الثلاثاء، حفل انطلاق المرحلة التمهيدية من النسخة الثانية من سباق “رحلة الشمس” (Sun Trip Tour)، وهو سباق فريد من نوعه للدراجات الهوائية التي تعمل بالطاقة الشمسية، على مسار يمتد نحو مدينة العيون جنوب المغرب.
عند وصولهم إلى طنجة على متن السفينة القادمة من ميناء سيت الفرنسي، سيشرع المشاركون، وعددهم حوالي عشرين متسابقًا من ست دول أوروبية، في خوض مغامرتهم عبر مسارين مختلفين: الأول بطابع استكشافي مؤطَّر يمتد لـ1800 كيلومتر، والثاني تنافسي فردي بدون تأطير على مسافة تقارب 2800 كيلومتر، ويشترط إعادة الشحن بالطاقة الشمسية بنسبة 100%، واتباع نقاط التحقق فقط دون أي مرافقة تنظيمية.
القنصل العام للمغرب في ليون، فاطمة بارودي، هنأت المشاركين في كلمتها خلال الحفل، مؤكدة أن هذه التظاهرة تُبرز كرم الضيافة المغربي، وتعزز أواصر الصداقة بين المغرب وفرنسا، إلى جانب الترويج للطاقات المتجددة التي أصبحت محورا استراتيجيا في السياسة البيئية والتنموية للمملكة، تحت قيادة الملك محمد السادس.
وأضافت أن المغرب، الذي يستفيد من أشعة شمسية استثنائية، يرسخ مكانته كقطب محوري في القارة الإفريقية، ويسعى لأن يكون فاعلاً رئيسيًا في إنتاج الهيدروجين الأخضر، مما يعزز من حضوره إقليميا ودوليا في قطاع الطاقات الخضراء.
فلوريان بايي، مؤسس السباق، أكد في تصريح له أن الهدف من “رحلة الشمس” هو إثبات قدرة الدراجات العاملة بالطاقة الشمسية على خوض مسافات طويلة بسرعة ومرونة، دون تلويث البيئة، مستفيدين من جودة الطرق المغربية والمناظر الطبيعية الخلابة. وأعرب عن تطلعه لتنظيم السباق بشكل سنوي في فصل الربيع، مع تركيز خاص على الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأوضح أن المشاركين سيقطعون يومياً ما بين 150 و300 كيلومتر، بفضل الألواح الشمسية المثبتة على دراجاتهم، وهو ما يُظهر الإمكانيات العملية للطاقة النظيفة في وسائل النقل الخفيفة.
من جهتها، أبرزت صوفي بلاشير، المستشارة بجهة أوفيرن-رون-ألب، أهمية المغرب كشريك استراتيجي للجهة، مشيرة إلى وجود وفود فرنسية في المملكة هذه الأيام للمشاركة في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، وإجراء زيارات إلى الأقاليم الجنوبية، ضمن إطار التعاون اللامركزي وتبادل الخبرات.
ومن المرتقب أن تنطلق المرحلة الرسمية من السباق من طنجة في 29 أبريل الجاري، على أن تُختتم في مدينة العيون يوم 12 ماي المقبل، في مغامرة تجمع بين الرياضة، الاستكشاف، والرهان البيئي.
