بقلم: عبدالرزاق زيتوني – منبر24
مع بداية موسم الرعي لهذه السنة، عادت التوترات من جديد لتخيم على منطقة المناصرة دوار العلوة بإقليم سطات، إحدى أبرز المناطق الفلاحية المعروفة بخصوبة أراضيها وجاذبيتها الموسمية للرعاة القادمين من مناطق بعيدة، خاصة من الأقاليم الجنوبية.
غير أن هذا التوافد المتزايد للرعاة الرحل، في سياق صعب تطبعه سنوات من الجفاف وقلة الموارد، سرعان ما أدى إلى احتكاكات ميدانية، بلغت ذروتها صباح يوم الثلاثاء 10 يونيو 2025، عندما اندلع شجار مؤسف خلّف إصابات في صفوف السكان المحليين، وتخريب سيارة خفيفة.
وأسفر الحادث عن إصابة ستة أشخاص، بينهم رجلان وأربع نساء، وصفت حالة أحدهم بالخطيرة إثر تعرضه لضربة بواسطة سلاح أبيض على مستوى الوجه. وقد جرى نقل جميع المصابين إلى المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بسطات لتلقي العلاجات الضرورية، فيما فتحت المصالح الأمنية تحقيقًا لتحديد ظروف وملابسات الحادث وتوقيف المتورطين.
وكما جاء على لسان عدد من سكان المنطقة، فإن بعض الرعاة لم يكتفوا بالرعي داخل الأراضي الفلاحية، بل تطوّر الأمر إلى اقتحام المنازل والاعتداء على العائلات داخل بيوتهم، ما خلف حالة من الهلع والخوف الشديد، خاصة وسط النساء والأطفال. أحد المتضررين صرّح قائلاً: “تهجموا علينا في ديورنا، ما بقاش غير زراعة تخربات، حتى أرواحنا ووليداتنا ولات فخطر.”
والعديد من القرى نواحي سطات وكيسر يعانون بدورهم من تبعات هذا التوافد غير المنظم للرعاة، حيث أصبح الخوف ينتشر بين السكان على أبنائهم وعائلاتهم وممتلكاتهم المحدودة، التي لا تكفيهم في الأصل حتى لتغذية بهائمهم. ويؤكد فلاحون محليون أن أراضيهم أصبحت عرضة للرعي الجائر دون إذن، وسط غياب واضح للتدخلات الرسمية الحازمة، ما ينذر بتفاقم الوضع أكثر في الأيام المقبلة.
