
سلا تحتضن ندوة دولية حول الحق في الخبر في العصر الرقمي وسط دعوات لمواجهة تنامي التضليل الإعلامي
منبر24
انطلقت، أمس الخميس بمدينة سلا، أشغال الندوة الدولية حول الحق في الخبر في الزمن الرقمي، بمشاركة مسؤولين أفارقة رفيعي المستوى في مجال الاتصال السمعي البصري، وذلك في مبادرة تهدف إلى تعميق النقاش حول التحديات المتزايدة المرتبطة بالحصول على المعلومة الموثوقة داخل الفضاء الرقمي.
وينظم هذا اللقاء من طرف الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بالمغرب، بشراكة مع شبكة الهيئات الإفريقية لتقنين الاتصال، في وقت يشهد فيه العالم توسعاً كبيراً لظاهرة التضليل الإعلامي وتنامي نفوذ المنصات الرقمية.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت لطيفة أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، أن المشهد الإعلامي الدولي بات خاضعاً لهيمنة منصات رقمية عابرة للقارات، ما جعل “التبعية الرقمية تتحول بشكل حتمي إلى تبعية إعلامية”، وهو ما يهدد حق الشعوب في الولوج إلى خبر آمن وموثوق.
وأضافت أن ضمان الحق في الخبر “ورَش مفتوح” يحتاج إلى يقظة جماعية مستمرة، مشيرة إلى أن التضليل الإعلامي أصبح واقعاً قائماً في مختلف أنحاء العالم.
كما شددت أخرباش على الدور الريادي للمغرب، بتوجيهات ملكية، في الدفاع عن السيادة الإعلامية والرقمية داخل القارة الإفريقية، داعية إلى تفكير إفريقي مشترك يراعي خصوصيات القارة ويبني آليات فعّالة لتقنين الفضاء الإعلامي والرقمي.
من جانبه، أبرز روني بورغوان، رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بكوت ديفوار ورئيس شبكة الهيئات الإفريقية لتقنين الاتصال، أن هذا اللقاء يندرج ضمن جهود الشبكة لتنفيذ مخطط عملها، مؤكداً أن صعود شبكات التواصل الاجتماعي وانتشار الإشاعات خلقا تحديات كبرى تتطلب “تفكيراً جريئاً وإجراءات ملموسة” لحماية الحق في المعلومة.
وقال بورغوان إن مسؤولية الهيئات التنظيمية لم تعد تقتصر على رصد آثار المنصات الرقمية، بل بات لزاماً عليها اتخاذ خطوات عملية للحد من تبعات التضليل.
أما إدوارد لوكو، رئيس الهيئة العليا للسمعي البصري والاتصال في بنين والكاتب التنفيذي للشبكة، فقد أكد أن مستخدمي الإنترنت أصبحوا فاعلين مباشرين في إنتاج وتداول المعلومات، وهو تحوّل فرضته قوة المنصات الرقمية مقابل نقص في البنيات التحتية والموارد البشرية في العديد من الدول الإفريقية.
ودعا لوكو إلى تحويل مفهوم السيادة المعلوماتية الرقمية إلى “استراتيجية واقعية ومهيكلة”.
وتناقش الندوة، على مدى ثلاثة أيام، عدة محاور من بينها:
• منظومة الخبر في عصر المنصات الرقمية
• تحديات التحول الرقمي لوسائل الإعلام التقليدية
• سبل بناء سيادة إعلامية إفريقية
كما يُنتظر أن تختتم أشغال اللقاء بإصدار إعلان مشترك من طرف أعضاء شبكة الهيئات الإفريقية لتقنين الاتصال، حول الحق في الخبر الموثوق في زمن الخوارزميات.



