ذهبت سنة 2020، و خلّفت ذكريات نُحتت في أذهان أفراد العالم بأسره، لم نكن ننتظر موجة التغيرات التي نزلت فجأة على حياتنا. انقلبت الموازين و ظهرت أمواج كسحت سيرورة الحياة العادية.
عدة تغيرات مسَّت الحياة الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية، السياسية و الرياضية…و بالحديث عن الرياضة، ظهرت عدة أشياء في هذا المجال، يصعب على محبي الرياضة تصديقها. فمن كان يظن أن يوما ما ستلعب المباريات بدون جمهور، مباريات تفتقد التشجيعات، الأهازيج و الشعارات. ا كان مهووس كرة القدم و الملاعب يتخيل رؤية فريقه داخل ملعب بمدرجات و كراسي تفتقر إلى جمهور يحفز اللاعبين؟ ا كان عاشق كرة السلة يتخيل نفسه يتابع مباراة بدون اي جنون عند تسجيل فريقه هدفا؟ و العديد من الاشياء انقلبت خلال أجمل سنة في القرن…
رحيل الرياضيين
ذهبت سنة 2020، و رافقها عدة أساطير رياضيين، فقد جرت معها أسطورة كرة القدم، الأرجنتيني دييجو مارادونا، الفرنسي برونو مارتيني، الايطالي باولو روسي، و العديد…، أما فيما يخص كرة السلة، فكان من المؤسف فقدان إحدى اللاعبين الذين ادخلوا الكرة البرتقالية في التاريخ، اللاعب ” كوب براينت”…
خيبة أمل
و لم تذهب سنة 2020، إلا و حطمت أشياء كان من الصعب تحطيمها، فمن كان يتخيل أن ميسي يقف يوما ما مهزوما بثمانية أهداف من طرف البايرن؟ أو مورينيو الذي جعل فريقه مانشستر يونايتد يخسر بستة أهداف مقابل توتنهام، أو الارسنال الذي أصبح في هامش الترتيب… و العديد من الحكايات مستحيلة التصديق.
نجاح اللاعبين
لعل سلبيات السنة كانت أكثر من إيجابياتها، لكنها كانت فأل خير على البعض، منهم النرويجي هالاند الذي توج بالفتى الذهبي، ليفاندوفسكي الذي توج بأحسن لاعب هذه السنة، تألق المغربي اشرف حاكيمي مع انتر ميلان، ابراهيموفيتش الذي قاد اسي ميلان نحو الأعلى، تألق بنشرقي مع الزمالك، فوز خبيب نورماكوميدف الأخير، و القائمة طويلة…
الرياضة المغربية
و بخصوص الرياضة المغربية، منعت جائحة كورونا استمرارية الأنشطة الرياضية في المغرب كما في العالم، و حرمت الجمهور من مرافقة فرقه و تتبعها، في إطار التغيرات الإجبارية التي فرضها السعي إلى الحد من الفيروس، و مع ذلك تمكنت كرة القدم الوطنية من تحدي كل الاكراهات و الاستمرار، لكن دون جمهور.
عقبة كورونا
وكانت الجامعة أعلنت يوم 14 مارس الماضي عن توقيف جميع مباريات كرة القدم بكل فئاتها حتى إشعار آخر، وذلك في إطار التدابير الاحترازية المتخذة لمواجهة الوضع الاستثنائي المتعلق بخطر تفشي فيروس كورونا المستجد على مستوى التراب الوطني.
و طال انتظار محبي المستديرة، إلى أن أعلن وزير الثقافة و الشباب و الرياضة في 23 من يونيو السابق بمجلس النواب عن استئناف منافسات البطولة الوطنية الاحترافية للقسمين الأول والثاني، في 24 يوليوز الموالي، قبل أن يتم في وقت لاحق اتخاذ الجامعة قرار استئناف النشاط الكروي للعصب الجهوية، والعصبة الوطنية لكرة القدم هواة، والعصبة الوطنية لكرة القدم النسوية، والعصبة الوطنية لكرة القدم المتنوعة.
و بعدما كان الهاجس الأكبر هو استئناف البطولة، ظهرت أحداث غيرت مجرى الأمور ، تمثلت في تسجيل العديد من الإصابات بفيروس كورونا داخل صفوف الأندية. لكن سبق و أن أقرت الجامعة على استمرارية المنافسات و عدم الخوض إلى تفاصيل أخرى توقف المباريات .
تأهل و نجاح
و من رحم المعاناة و الأزمات ، لا يمكن نكران أن جل اللاعبين حسنوا مستواهم، حيث مكَّن البعض منهم فرقهم من التتويج كفريق نهضة بركان، الذي توج بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، لأول مرة في تاريخه، بعدما تغلبه على منافسه بيراميدز المصري، في المواجهة الختامية التي أجريت على ملعب مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، في أكتوبر الماضي.
كما توج نادي الرجاء البيضاوي بلقب البطولة الوطنية الاحترافية لموسم 2019-2020، بعد تغلبه على الجيش الملكي.
و بعد أمل كبير في متابعة بزوغ الكرة المغربية في كأس عصبة أبطال أفريقيا ، خرج فريقي الوداد والرجاء البيضاويين من المربع الذهبي، عقب انهزامهما أمام الأهلي و الزمالك.
و بخصوص المنتخب الوطني، تمكن أسود الأطلس من التغلب على جمهورية افريقيا الوسطى ب 4 أهداف لواحد على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء ، و ذلك برسم الجولة الثالثة من الإقصائيات المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم (الكاميرون 2021)، ليحظى بفوز آخر أمام دوالا الكاميرونية بهدفين للاشىء.
و لا يمكن نسيان لحظة فوز منتخب كرة القدم داخل القاعة بلقب كأس إفريقيا للأمم 2020، في مدينة العيون، بتغلبه على نظيره المصري، بخمسة أهداف نظيفة.
وكانت كرة القدم النسوية متميزة هذه السنة، حيث توج المنتخب الوطني النسوي ، بلقب بطولة شمال إفريقيا التي احتضنتها تونس عقب تحقيقه العلامة الكاملة بفوزه على كل من منتخبات تونس (1-0)، و تنزانيا (3-2)، وموريتانيا (5-0) والجزائر (2-0)، لينهي البطولة في المركز الأول برصيد 12 نقطة.
رحيل بعض مؤريخي كرة القدم المغربية
من جهة اخرى، أبت سنة 2020 الرحيل دون أن تعمق جراح كرة القدم المغربية، حيث فقدت الساحة الرياضية العديد من رموز كرة القدم الوطنية ، حيث غادر إلى دار البقاء في يناير الماضي اللاعب السابق للمنتخب المغربي وفريق اتحاد سيدي قاسم لكرة القدم في سبعينيات القرن الماضي، العربي الشباك، عن عمر يناهز 73 سنة، ليليه الحارس المغربي السابق منير البرازي بعد معاناة مع المرض.
وفي شهر دجنبر، اسلم محمد ابرهون، اللاعب السابق للمنتخب المغربي و فريق المغرب التطواني، الروح إلى بارئها ، عن عمر 31 سنة بعد صراع طويل مع المرض.