صادم: مجالس جماعية بإقليم طاطا تتنصل عن مساعدة النساء الحوامل ومطالب بتدخل عامل الإقليم لدرء الخطر
تفأجأ فاعلون مدنيون وحقوقيون بإعلان الجمعية الإقليمية للنساء في وضعية هشاشة عن قرار التوقف عن مساهمتها المباشرة في نقل النساء الحوامل من مختلف مناطق الإقليم المترامية في اتجاه المركز الاستشفائي الإقليمي أو في اتجاه مستشفى الحسن الثاني بأكادير.
الجمعية كشفت في بلاغ لها تتوفر الجريدة على نسخة منه، أن سبب امتناعها تقديم خدمة نقل النساء الحوامل، يعود إلى عجزها في تغطية المصاريف التي وصلت حسب ذات البلاغ إلى 28 مليون سنتيم لأزيد من أربع سنوات. وأضاف البيان أن ما فاقم الوضعية هو تنصل الجماعات الترابية بالإقليم عن توقيع اتفاقيات شراكة مع الجمعية الإقليمية للنساء في وضعية هشاشة والمساهمة في ميزانية تسييرها لمواصلة تقديم خدماتها لمئات النساء الحوامل بمختلف مناطق الإقليم المترامية.
محمد إد أحمد الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بدوره أعلن عن استغرابه لقرار وقْف نقل النساء الحوامل للمؤسسات الصحية داخل الإقليم وخارجه مجانا، مضيفا أنه :”في الوقت الذي ننتظر فيه المزيد من الاجراءات الاجتماعية العملية للتخفيف من معاناة ساكنة الإقليم النائي والمهمش تفعيلا لمقتضيات النموذج التنموي الجديد وتعزيزا لبناء الدولة الاجتماعية، نفاجأ بقرار التراجع عن هذا المكتسب الاجتماعي الواعد الذي يعود فيه الفضل لعامل الإقليم مشكورا على مجهوداته التنموية المتواصلة” .ودعا المتحدث جميع المتدخلين ( المبادرة الوطنية للتنمية البشرية- المجالس المنتخبة – قطاع الصحة – المجتمع المدني..) إلى تحصين هذا المكتسب الثمين حماية لتلك الفئة الهشة من أخطار محتملة لا قدر الله ناتجة عن عدم القدرة على تحمل مصاريف التنقل، مقترحا في ذات الشأن تخصيص منح من قبل المجالس المنتخبة لهذه الجمعية الإقليمية، وهذه الإمكانية متاحة إن كانت هناك إرادة وكان لديها هاجس الدولة الاجتماعية، كما طالب الفاعل المدني قطاع الصحة مركزيا وجهويا للتدخل قصد تحقيق العدالة المجالية وتقريب الخدمات الصحية للمواطنين وتوفير وسائل الحماية الاجتماعية .
من جانبه ذكر الحسين أبرزاق عضو المجلس الجماعي لجماعة تيسينت أن قرار وقف مجانية نقل النساء الحوامل للمؤسسات الصحية، سيؤثر سلبا على النساء بالدرجة الأولى خصوصا إذا علمنا ان معظمهن يندرجن ضمن الفئات الهشة بالإقليم والتي قد لا تتوفر على مصاريف رحلات متكررة حسب حالات الحمل. ونوَّه عضو المجلس أن أولى الحالات الهشة بدوار بجماعة تيسينت، أدت واجب سيارة الإسعاف المحدد في 300 درهم تقريبا، وهو المبلغ الذي لم تكن تملك إلا غيره، مما حذا بسائق الإسعاف المساهمة مع الخيرة في مصاريف التنقل الباهضة بالنظر إلى المستوى السوسيواقتصادي لغالبية النساء القرويات.
الحسين أكد أن مبرر عدم مساهمة الجماعات الترابية في ميزانية الجمعية الإقليمية للنساء في وضعية هشاشة لا يستند إلى الواقع الهش لمعظم حالات النساء الحوامل بالإقليم عامة، خاصة عند علمنا ان معظم الوعود الانتخابية للمواطنين والمواطنات تتمحور حول تقديم الخدمات الاجتماعية في إطار الممكن. وأضاف الفاعل السياسي أن هذا الموضوع سيتم مناقشته في دورة الجماعة بعد أيام وسيسير فيه المكتب المسير في الاتجاه الإيجابي، على غرار مبادرة ثلاث جماعات ترابية بالإقليم، وافقت على دعم النساء الحوامل ووقعت اتفاقية شراكة مع الجمعية المكلفة بهذه الخدمات.
ويخشى متتبعون للشأن المحلي بطاطا، أن تستيقظ الساكنة ذات يوم على خبر فاجعة وفاة امرأة حامل، كان السبب في وفاتها عدم نقلها إلى المؤسسات الصحية للتقي الرعاية المناسبة في الوقت المناسب، بسبب الأوضاع الاجتماعية الهشة وحين ذاك ستُلقى المسؤولية على المجتمع بأكمله.