اعلان
اعلان
مقالات الرأي

صراع الصورة بين حماس و إسرائيل

اعلان

 

بعيدا عن تداعيات العدوان الإسرائيلي على عزة في ظل اختلال موازين القوة. بين الدولة العبرية و ما تملكه من ترسانة عسكرية و بين مقاومين يملكون أسلحة خفيفة يؤمنون بالقضية و الدفاع عن الأرض بخلفية مذهبية دينية، في سياق هذا الصراع ظهرت الصورة بين الفريقين ، فمند انطلاق عملية ما سمته حماس ب ” طوفان الأقصى” بدأت إسرائيل في تسويق صورة حماس كحركة إرهابية تتجاوز حركة داعش الإرهابية و ذلك لنيل التعاطف العالمي و قد تم نشر صور مفبركة لقتل أطفال اسرائيليين عبر شبكة CNN الأمريكية وصلت إلى ادانتها من طرف بايدن ليتم التشكيك فيها في ما بعد من طرف البيت الأبيض . من جهتها حركة حماس سوقت صورة معاكسة من خلال نشر فيديوهات للأسرى الذين تم إطلاق سراحهم وهم يشيدون بالمعاملة الحسنة التي لاقوها في غزة من طرف قوى حماس و الجهاد الإسلامي كما أن نوعية الأسرى كانت منتقاة خاصة المدنيين من المسنين و الأطفال و هذا دحض للأطروحة الإسرائيلية. مقابل هذا التعامل الإنساني الغزاوي ، تعاطت إسرائيل الى مقاربة راديكالية مع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية من خلال سحب الهواتف و أجهزة الراديو و التليفزيون و الجرائد كي لا يتابع الفلسطيني ما يجري من أحداث و هي طريقة استفزازية لجر حماس و الجهاد كي يتعاملا بطريقة فظة مع الأسرى الإسرائيليين لديهما و ارجعاهما إلى مريع صورة ” الارهابي” الذي تتغياه الدولة العبرية التي فشلت فيها إلى حد الآن . حركة حماس نجحت كذلك في تسويق صورة عدم اهتمام الدولة العبرية بالأسرى من خلال رغبتها في عدم التفاوض حول ورقتهم التي تملكها حماس و قد ولد هذا رد فعل من الشارع الإسرائيلي الذي ينتقد بشدة بيبي نتنياهو و قد يعصف بمستقبله السياسي فور انتهاء الحرب.
لقد عايشنا خلال هذا العدوان حربا للصورة بين الفريقين أدارته حماس بمهنية عالية رغم سيطرة اللوبي العالمي القريب من إسرائيل على و سائل التواصل الإجتماعي و وسائل الإعلام الكبرى العالمية .فهي حرب موازية لعبت فيها الصورة دورا مهما في سياق العولمة .

اعلان

 

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى