
منبر 24
تحوّلت الجلسة الأسبوعية لمجلس النواب، المخصصة للأسئلة الشفهية، إلى ساحة للتوتر اللفظي والملاسنات بين أعضاء من المعارضة والأغلبية، بعد أن استعمل محمد أوزين، نائب رئيس الغرفة الأولى، عبارة “هاد النماذج” في مخاطبته للنائب العياشي الفرفار عن الفريق الاستقلالي، ما اعتبره هذا الأخير انتقاصًا من كرامته.
رد فعل فريق “الميزان” كان قويًا، إذ طالب رئيسه علال العمروي بسحب العبارة فورًا، بل وقرر الفريق مراسلة رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، للمطالبة بفتح تحقيق عاجل فيما وصفوه بـ”العبارات المشينة” التي لا تليق برئاسة مؤسسة دستورية، داعين إلى تفريغ محتوى الجلسة المصورة وإحالة الملف على لجنة الأخلاقيات.
الجدل داخل قبة البرلمان أثار ردود فعل أكاديمية أيضًا؛ إذ اعتبر الأستاذ خالد الشيات من جامعة محمد الأول بوجدة أن النقاش الحاد كان حول موضوع بسيط كان يمكن أن يُدار بهدوء، محذرًا من تأثير هذه التصرفات على صورة البرلمان لدى الرأي العام، خصوصًا في ظل ما وصفه بـ”النفور والعزوف السياسي”.
من جانبه، قلل عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، من حجم الواقعة، مؤكداً أنها لا ترقى إلى صراع حقيقي بين المعارضة والأغلبية، بل مجرد نتيجة لركود سياسي يجعل من أي حادث عرضي محط اهتمام واسع، متهكما على الوضع بقوله: “أصبحنا نبحث عن بصيص خلاف لنكسره به رتابة المشهد السياسي”.
الحادث يعكس مرة أخرى هشاشة الحوار البرلماني داخل مؤسسة يُفترض أن تكون نموذجًا للنقاش الراقي، ويطرح تساؤلات حول مدى نضج الخطاب السياسي السائد في ظل استعدادات البلاد لاستحقاقات دولية ومشاريع إصلاحية كبرى.