
بقلم: عبدالرزاق زيتوني
في كل زاوية، هناك أم تبكي، وطفل فقد الأمان، وعائلة تبحث عن مأوى.
تحت الركام، تنام أحلام كثيرة لم يكتب لها أن ترى النور. البيوت تهدمت فوق أصحابها، والألم يزداد، والمعاناة تتسع كل يوم لتغطي سماء غزة الحزينة.
في الشوارع التي كانت تضج بالحياة، اليوم تسكنها أشباح الموت والخوف. أصوات الأطفال الذين كانوا يملؤون الأزقة ضحكًا صارت اليوم أنينًا مكبوتًا بين الأنقاض.
الأمل الذي كان يزهر في قلوب الغزيين صار اليوم حطامًا متناثرًا، لا تلمّه سوى دموع الثكالى وصرخات اليتامى.
غزة اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة، بل جرح مفتوح في قلب الإنسانية.
في كل نظرة طفل، ترى ألف سؤال عن العدالة المفقودة.
في كل بكاء أم، تسمع قصصًا عن حب لم يكتمل، وأحلام ضاعت تحت القصف.
العائلات التي كانت تجتمع حول مائدة واحدة أصبحت اليوم تبحث عن فتات مأوى، عن سقف لا ينهار فوق رؤوس أطفالها.
الليل في غزة طويل، مثقل بالخوف والبرد، والنهار موجع، محمل بأخبار الفقد والمآسي.
ورغم كل هذا الألم، لا تزال غزة تقاوم، بقلوب أنهكتها المآسي لكنها تأبى أن تنكسر.
تحت الركام، هناك نبض لا يموت، وهناك دعاء يرتفع إلى السماء، علّه يجد آذانًا صاغية وقلوبًا رحيمة.