
شهد قطاع غزة تصعيدًا مروعًا في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار. حيث أفادت مصادر باستشهاد ثلاثة فلسطينيين، وإصابة آخرين في قصف شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي بواسطة طائرة مسيّرة على منطقة وادي غزة وسط القطاع. كما أسفر قصف مماثل في حي الجنينة شرقي رفح عن إصابة ثلاثة آخرين.
ويستمر النزيف الفلسطيني مع قصف طائرة مسيّرة إسرائيلية على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد فلسطيني مساء أمس الأحد. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فإن العدد الإجمالي للقتلى نتيجة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 قد ارتفع إلى 48,572 شهيدًا، فيما بلغ عدد المصابين 112,032.
وفي وقت تشهد فيه الأوضاع الإنسانية في القطاع تفاقمًا، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبو سالم لليوم السادس عشر على التوالي. وهو ما يحول دون دخول شاحنات المساعدات والوقود، ويزيد من معاناة سكان القطاع. شح المواد الغذائية وقطع الإمدادات الطبية يهددان حياة آلاف المرضى، فيما يؤدي انقطاع الكهرباء إلى تعطل محطات المياه، مما يفاقم أزمة المياه الخانقة.
من جانبها، حذرت وكالات الأمم المتحدة من العواقب الكارثية، إذ أكدت “أونروا” عدم وصول أي مساعدات منذ الثاني من مارس، في وقت يواجه فيه مليون طفل في غزة خطر المجاعة، بينما يفتقر مئات الآلاف إلى المياه النظيفة. وبالتزامن مع هذه المأساة، أكدت المفوضة الأوروبية أن الوضع في غزة “مقلق للغاية”، معتبرة أن القوانين الإنسانية يجب أن تكون محط احترام عالمي.
المأساة الإنسانية في غزة تتفاقم يومًا بعد يوم وسط تصعيد القصف الإسرائيلي وإغلاق المعابر، مما يجعل الوصول إلى المساعدات الإنسانية أمرًا بالغ الصعوبة. في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات العالمية المطالبة بالتحرك، يظل المواطنون الفلسطينيون في غزة في مواجهة معاناة مستمرة، بينما يواصل المجتمع الدولي التنديد دون اتخاذ خطوات عملية لوقف هذه الانتهاكات.