منبر24 – أسماء الشتيوي
احتضنت مدينة فاس، لقاءً جهوياً بارزاً نظمته وزارة الداخلية، وجمع مختلف الفاعلين في القطاع الرياضي، بهدف تسليط الضوء على الأدوار المتنامية للرياضة في إشعاع المملكة وتعزيز القيم الوطنية، وسط دعوات لتكريس ثقافة التشجيع الحضاري وتوحيد الجهود نحو نموذج رياضي متميز.
وشهد اللقاء حضور والي جهة فاس مكناس، معاذ الجامعي، ورئيس الجهة، إضافة إلى ممثلي الجامعات، السلطات الأمنية، والقضائية، إلى جانب مسؤولي قطاع التربية والتكوين، وفعاليات من المجتمع المدني.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الوالي معاذ الجامعي على المكانة التي باتت تحتلها الكرة المغربية قارياً وعالمياً، بفضل الأداء البطولي للمنتخبات الوطنية، والدور الحضاري الذي قدمته الجماهير المغربية في كأس العالم الأخيرة بقطر، مبرزاً أهمية ترسيخ ثقافة التشجيع الرياضي المسؤول.
وأشار الجامعي إلى أن المقاربة الأمنية وحدها غير كافية لضمان سلامة الملاعب، داعياً إلى إشراك الجماهير في الوعي بالمسؤوليات، وتكثيف المبادرات التحسيسية والإعلامية، بهدف خلق بيئة رياضية سليمة، معتبراً أن الألتراس جزء من الحل وليس المشكلة، حيث قال: “الألتراس لا تخيفني، بل أعتبرها شريكة في العمل”.
من جانبه، شدد رئيس جهة فاس مكناس على أهمية التنسيق بين مختلف الفاعلين لإنجاح المسابقات الرياضية، مشيراً إلى الأدوار التي تلعبها الجهة في دعم البنيات التحتية، وتنظيم لقاءات تشاورية سابقة، أبرزها اليوم الدراسي حول الرياضة سنة 2018، الذي شكل منطلقاً لعدد من المبادرات.
وتضمن اللقاء ورشتين، الأولى حول “دور الجماهير في تكريس مكانة كرة القدم المغربية”، والثانية حول “أمن المباريات ورؤية موحدة للتشجيع الرياضي”، خلصتا إلى مجموعة من التوصيات همّت مجالات البنيات التحتية، التأطير، التوعية، والرقمنة.
ومن بين التوصيات البارزة: الاعتراف بالجماهير كشريك فاعل في تطوير المنظومة الكروية، تحسين ظروف الولوج للملاعب، تخصيص فضاءات للعائلات، تعزيز الرقمنة، وتنظيم دورات تكوينية للموظفين المكلفين بتأمين المباريات، فضلاً عن إشراك روابط المشجعين في اللجان التنظيمية.
كما أوصت المناظرة بتقوية دور معاهد الرياضة ومؤسسات التعليم العالي في التكوين، وإدراج التشجيع الحضاري ضمن المناهج التربوية، إلى جانب إعادة الاعتبار للرياضة المدرسية، وتمكين جمعيات المشجعين من الآليات الضرورية لأداء أدوارها الاجتماعية والثقافية.
وفي ختام اللقاء، شدد والي جهة فاس مكناس على أهمية استثمار التحول الرقمي في تفعيل إجراءات ردعية تجاه المتسببين في أعمال الشغب، عبر آليات تقنية مثل المنع المؤقت من دخول الملاعب أو الحضور الإجباري في الدوائر الأمنية أثناء توقيت المباريات.
وتندرج هذه المناظرة في إطار سلسلة لقاءات جهوية ستنظمها وزارة الداخلية، استعداداً للاستحقاقات الرياضية الكبرى التي تنتظر المملكة خلال السنوات المقبلة.
