افردت مجلة causeur الفرنسية القريبة من اليمين في عددها الأخير مقالا مثيرا اعتبرت فيها أن فرنسا دخلت نادي دول العالم الثالث من خلال عدة مؤشرات من قبيل ندرة المواد الغذائية في الأسواق و الأدوية و البنزين و مشاكل الهجرة و غيرها. عديدة هي الإعتبارات التي توحي بتقهقر الدور الجيوسياسي و الجيواقتصادي الفرنسي في العالم. فاقتصادها انحدر الى المرتبة التاسعة أو العاشرة عالميا بناتج داخلي خام يناهز 2300 مليار أورو، و تراجع دورها في أفريقيا و طردت قواتها BARKHAM من مالي ، و تتعرض لانتقادات لاذعة من طرف الأفارقة بحيث عوضتها روسيا في الساحل و الصحراء و شمال أفريقيا، و خفت دورها في الأزمة الاوكرانية رغم الاسلحة العسكرية التي قدمتها لكييف و لحلف النيتو.كما أن الولايات المتحدة ساهمت في إضعاف فرنسا و كل أوروبا. فواشنطن تبيع الغاز للشركات الفرنسية ب 400./. مقارنة مع أثمان البيع للشركات الأمريكية، و مدريد اضحت الشريك الأول لأمريكا و الأسطول السادس الأمريكي يتواجد في السواحل الإيطالية، و فقدت الثقة في التكنولوجيا الفرنسية لصالح ألمانيا، و هذا يدل على أن العالم مقبل على ثنائية قطبية تقودانها كل من بيجين و واشنطن وأن مركز ثقل الإقتصاد العالمي يتجه إلى آسيا، و من مخرجات هذا الوضع تهميش أوروبا المسيرة بمحور برلين- باريس. فالمظلة النووية التي تستقوي بها فرنسا لم يعد لها دور في الأزمة الاوكرانية، و أمريكا ربحت استنزاف موسكو في الحرب الاوكرانية لخلق ثنائية قطبية جديدة، بين واشنطن و بيجين، ستلعب موسكو فيها دور الداعم للصين مثيل ما تقوم به بريطانيا لصالح أمريكا. ففرنسا خسرت الكثير و لم تعد فاعلا دوليا كما كانت، مقابل تصاعد الدور التركي في أوروبا رغم محاولات واشنطن لإضعافها عبر المس بأمنها الداخلي. و فمرحبا بماما فرنسا في عالمنا!!!!
