
بقلم عبدالرزاق زيتوني
تحت إشراف المخرج إدريس الروخ، يأتي فيلم “الوترة” ليقدم للمشاهدين تجربة سينمائية فريدة تجمع بين التشويق والإثارة من جهة، وتروي حكاية إنسانية عميقة من جهة أخرى. قصة الفيلم، التي كتبها هشام شكدال، تعتمد على أسلوب السيناريو الأمريكي الذي يركز على التشويق والمفاجآت، مع تقديم عبرة عميقة للمشاهد.
ما يميز “الوترة” هو دمجه بين عناصر السينما الحديثة والتراث المغربي. حيث تمثل آلة “الوتار” العنصر الأساسي في ربط الشخصيات ببعضها البعض، إذ تتداخل هذه الآلة في سياق الأحداث بشكل فني، في إشارة إلى الثقافة المغربية العريقة التي تزين موسيقاها حتى اليوم. نلاحظ أيضًا توظيف الأغاني التراثية جنبًا إلى جنب مع الأغاني العصرية التي تميزت باستخدام آلة الوتار، ما يعكس تطور هذه الآلة ويعطي الفيلم طابعًا مميزًا يعكس التحولات الثقافية.
القصة تروي معاناة شخصية فنية تطمح لتحقيق حلمها في عالم مليء بالصعوبات، بالإضافة إلى قصة امرأة تعرضت للتخلي من قبل زوجها، لكنها بالرغم من المعاناة، تمكنت من تربية ابنها ليصبح ضابطًا في الفرقة الوطنية. قصة المرأة هي من بين أبرز جوانب الفيلم، حيث يتم التركيز على معاناتها مع التحديات المجتمعية، مثل الاستغلال وظروف الحياة القاسية، بما في ذلك دور الصفيح، المخدرات، والعصابات.
الفيلم، بالرغم من طابعه التجاري، يحمل رسالة هادفة تبرز قضايا اجتماعية هامة، ويهدف إلى تسليط الضوء على معاناة المرأة في المجتمع، من خلال قصص حقيقية تجسد الواقع المؤلم الذي يعايشه العديد من الأفراد. “الوترة” ليس فقط فيلمًا تجاريًا، بل هو دعوة للتفكير في قضايا مجتمعية لا زالت تؤثر في حياة الكثيرين.
باختصار، “الوترة” هو فيلم يحقق توازنًا بين التشويق والإثارة، بينما يقدم عمقًا إنسانيًا يعكس قضايا معاصرة، ليكون بذلك تجربة سينمائية مغربية متميزة تستحق المشاهدة. الفيلم الذي سيعرض للمشاهدين في قاعات السينما يوم 16 أبريل 2025، يعد واحدًا من الأعمال التي لا يمكن تفويتها في الموسم السينمائي القادم.