ولاية بكاملها من 2016 إلى 2020, 4 سنوات من الرئاسة غيرت مسار الولايات المتحدة الأمريكية في العالم , فوطنيا عاشت البلاد منقسمة شعبيا بعدما ساد التعايش شيئا ما في إطار – الأمريكيون وحدة لا تتجزأ – رغم اختلاف اللون والعرق وحتى الإختلاف الحزبي تحول إلى خلاف وعداء , أما الأقليات فعاشت أزمة نفسية من جراء الإستقواء والتحكم والإهانة والتذليل , والضوء الأخضر لاستباحة العنصرية التي أتت أكلها بقتل السود وتشديد الخناق على المهاجرين بإصدار قوانين جديدة ووضعهم تحت المجهر ولو كانوا يحملون الجنسية الأمريكية .
من جهة أخرى بدت الولايات المتحدة الأمريكية شبه منعزلة عن العالم الدولي بعدما إتخذ الرئيس قرارات إعتبرها المحللون السياسيون قرارات إرتجالية كإنسحابه من المنظمة العالمية للصحة , وانسحابه من اتفاقية الأجواء وانسحبه من المعاهدة الدولية لتجارة الأسلحة التقليدية , إنسحابه من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى مع روسيا , وانسحابه من الإتفاق النووي مع إيران , ثم انسحب من مجلس حقوق الإنسان وانسحابه من إتفاقية المناخ , وانسحابه من منظمة اليونيسكو .
فكل المكتسبات التي حققتها الولايات المتحدة مع أوروبا , ضربها عرض الحائط وأفسد العلاقات وخلف خلافات عميقة مع الأوروبيين بتهديده ومقايضته .
والآن ونحن أمام إنتهاء التصويت وعملية الفرز مستمرة في إطار قانوني , يطالب ترامب بتوقيف فرز للأصوات القادمة عن طريق البريد , علما أنه لا يحق له التدخل في شؤون المسؤولين عن مكاتب التصويت أو الفرز , فهو اليوم مترشح وليس رئيس وما يجري على جو بايدن يسري عليه , فالإمكانية الوحيدة هو أن يطعن في الأصوات أو يطعن في تدبير الفرز عن طريق محاكم الولايات أو المحكمة العليا بواشنطن , أما أن يحاول التأثير على السير العادي للمجمع الإنتخابي أو مسؤولي الولايات من حكام أو منذوبين فهذا خرق للقوانين .
فسياسة ” أنا ” أو لا أحد تعتبر فوضى , وهذا ما يريدها المرشح ترامب بعد مغادرته للبيت الأبيض خاصة بعد وصول جوبايدن إلى 264 صوتا من خلال المجمع الإنتخابي وينتظر 6 مقاعد فقط , لهذا فالسيد ترامب يحاول بشكل من الأشكال إيجاد مخرج كيفما كان لتسليطه على جو بايدن حتى يمنى بالهزيمة وإلا فالمنتظر كما يروج الأمر سيتركها ترامب حربا أهلية تحت شعار” علي وعلى أعدائي ” .