اعلان
اعلان
ثقافة وفن

قراءة في مؤلف : شهيا كنبش في الثرى لكاتبه الأستاذ الحسناوي ادريس

اعلان
اعلان

بقلم : ذ . نبيل صالح

في زمن صارت الكتابة فيه تنحو منحى الإسفاف و الابتذال، و صارت الكلمة العذبة الرقراقة المشحونة بالمعاني الأخاذة في عباراتها المختزلة المكثفة تخبو و تضمحل ، صرنا متعطشين إلى قراءة كتابات جديدة ككتابات ذلك الجيل من عظماء كتاب ذلك الزمن الجميل أمثال “العقاد” و” طه حسين” و “توفيق الحكيم”، و الذين لم يجد الزمان بمثلهم ، أو على الأقل هكذا أخذت قناعاتنا في جيل بات الكتاب عنده و قراءته جبلا جاثما على صدره، يرى سطوره حبالا خانقة، و

اعلان

كلماته شرابا علقما قد يتجرَّعُها دون أن تكون له القدرة على تذوق ما تكتنزه خلفها من لذة تشعرك بالانتشاء، لتُحْدث في متلقيها ما تحدثه الخمرة المعتقة من سحر و تأثير في نفسية صاحبها، يسطع قلم من أقلام الجنوب الشرقي للمملكة، ومن مدينة الرشيدية ( قصر السوق) تحديدا مسقط الرأس و المنشأ، الكاتب القاص الأستاذ ” إدريس الحسناوي” من خلال باكورة أعماله السردية القصصية “شهيا كنبش في الثرى”، أو كما يحلو له أن يسميها ” جدائل سريدية” .

الكتاب من الحجم المتوسط، يقع في 89 صفحة ، في جدائل ستة، تنضوي تحت كل واحدة منها مجموعة من القصص القصيرة و القصص القصيرة جدا، ذات طابع لغوي رصين محكم الصياغة و السبك، بعبارات تمتح من عبق لغتنا العربية الجزلة، و بأسلوب سردي ممعن في المتعة، بحيث تجرك فيه كل جَدِيلة نحو أختها حتى تجد نفسك ،من حيث لا تدري، تُلقي بك نحو نهايتها دون أن يَشْبَعَ نَهمُك، و في نفسك مزيد من التعطش لمواصلة القراءة، فيحيلك الكاتب مع هذه النهاية إلى السبيل التي قد تروي هذا الظمأ بدعوتك إلى مشاركته في إعادة بعث الروح من جديد في هذه الجدائل لتُسكِب فيها من روحِك و خيالِك .

الكتاب رغم صغر حجمه إلا أنه غني في محتواه و تعابيره و دلالاته، بأسلوبه السردي الذي جمع فيه صاحبه بين الرمزي و الأسطوري و الشعري، ليكون بهذا قد نحا منحى متفردا في هذا النمط من الكتابة القصصية و الرمزية في آن ، يضمنها عددا من الأحداث و الوقائع التي نخال كثيرا منها قد عاشها أو عايشها حقيقة وبقيت عالقة في مخيلته، نَبَشَ ثَراها فجاد بهذه الجدائل الست ذات الثلاث و الثلاثين قصة و أقصوصة .

اعلان

الكتاب صادر عن ” ببلومانيا للنشر و التوزيع ـ مصر، في طبعته الأولى 1442 هـ / 2021 م ” ، قدم له الكاتب الشاعر الأستاذ ” محمد زراري”، ليكون بهذا قيمة أدبية أخرى تنضاف إلى رفوف المكتبات المغربية عموما، و مكتبات الجنوب الشرقي على وجه الخصوص ، في انتظار أعمال أخرى ستصدر له قريبا بما يثري الساحة الأدبية المغربية، و يؤكد أن للجنوب الشرقي للمملكة رجالاته و أقلامه التي تحتاج النبش و الكشف عنها لتجود بمكنوناتها الإبداعية القصصية، و الشعرية، و الروائية، و غيرها .

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى