في البدء وتوطئة لموضوعنا الذي سنتناوله هنا من خلال علاقته الجدلية بالحدث الكوني الحاصل الآن والمتمثل في حدث كوروناcovid 19 ، وسـؤال التــوزان الاقتصادي وقواه وبعده الجيو سياسيبسبب هذه العلاقة الجدلية سأقدم إضاءات سريعة حول الصين وعلاقتها بالاقتصاد العالمي بصفتها محركة له وفاعلة في كل إجراءاته وتوازنه ولعبته بالأرقام والاستراتيجيات..
أولا لابد من معرفة دينامية الصين والمتمثلة في أنها قوة صامتة لا تتكلم كثيرا بل تعمل كثيرا، من هنا تعتبر هي القوة الحقيقية وباقي القوى حذرة منها لهذه الأسباب وزيادة، وذلك من خلال لغة الأرقام والمؤشرات. يقال عن الصين بأنها القوة الثانية وهي لاترد، بل تنتظر الفرصة التاريخية ليتؤكد العالم أنها القوة الكبرى والعظمى بدون منازع، والدليل أن نسمتها الأكبر في العالم، وشعبها الأقوم في العالم والأنفع والمخترع والمجد، الصين التي تشتري نصف الإنتاج العالمي من النحاس والألمنيوم والحديد الخام لأنها تنتج في كل الصناعات وسلعتها موجود بكل الأصناف والأنواع عبر العالم، وبدينامكيتها المدروسة نجد صناعاتهاقد غزت السوق العالمي وكسرت الهيمنة وحتى براءة التصنيع.
وضع الفاعلون الاقتصاديون،سؤالا استراتيجيا:عندما سيتوقف التصنيع والتصدير الصيني، هل ستنخفض العوائد المالية لهذه الدولة وبفضل ذلك تتراجع إلى الوراء وتخفض رأسها وتضمحل؟ا أم أن هناك استراتيجيات أخرى تخـطط لها الصيـن،هذا السـؤال تمليه الصـراعات السياسية والاقتصادية الحاصلة الآن في الحرب الصامتة والسرية بين كل قوى العالم، وهنايطرح السؤال الآخر، من الفاعل ومن وراء هذا الحدث الذي أوقف الاقتصاد العالمي في لحظة مفصلية؟ا وهنا يذهب بعض المتخصصين في الاقتصاد السياسي أنه لو لم يخطط لهذا الحدث، فإنه سيستغل ويوظف في الصراع السياسي الاقتصادي..
تأتي أزمة وحدث فيروس كورونا covid 19، الذي انتشر عبر العالموغطى الخريطة الكونيةوعلى إثر ذلك نشاهد توقف هذا الإنتاج والاستهلاك والتصدير، فهل دقت ساعة ضبط التوازن الاقتصادي وتوقيف الهيمنة التي تخشاها بعض الدول التي تتصارع على قيادة العالم، هذا مع الإشارة أننا نلاحظ ما يقع في الشرق الأوسط مثلا بسبب العلاقات الاقتصادية بين الصين وعدد من دول العالم، سيما والصين تعتبر مصنع العالم الذي من خلالهتقدم منتجات رخيصة في كل الصناعات والأدوات والموادمما أوصلنا إلى مرحلة اخفاض التكلفة في كل الصناعات من أصلية ونسخ غير أصلية، وهنا نستحضر الاكتفاء الذاتي والتضخم..
الآن وحينما أصبح الناس منشغلون فكريا وتواصليا وتداوليا بموضوع فيروس كورونا، تحول العالمإلى توجس مؤسساته ومواطنيه وحتى مخططيه وإستراتيجييه، وبدأت خطط الحيطة تدبج بعدة معطيات ومنتظرات وممكنات وبدأ مستوى الحذر يرتفع لكي تتأخذ كلالدول احتياطاتها اللازمة للاحتفاظ علىالمقومات والاقتصادات،هذه الإجراءات تخص كل الدول المتقدمة منها والمستهلكة والمروجة والدول التي تحولت بفضل الاتفاقيات الدولية من “الكَات” إلى سوق له قائده ومن يلعب بأرقامه ويتحكم فيه، ومن تم ومن التأكيد سيعمم التأثير على ماهواجتماعي وسياسي إلخ؛لذا لجأ العالم إلى جانب الروح والتعبد والعودة إلى الطقوس والعبادة أو الرجوع إلى رسائل الديانات، والأمريعود بالدرجة الأولى إلى التوجس والخوف الذي تملك الجميع وبمستويات مختلفة خلقته الرجة والحدث ولحظة السكون التي نلاحظ أنها ترجع العداد إلى الصفر ليفرز في الأخير من هو القوي والعظيم فعلا وحقيقة ومن هو الوهم، وهاهي الأمور بدأت تتضح على عدة مستويات.