
منبر24
في تطور دبلوماسي لافت، أعلنت جمهورية كينيا، إحدى أبرز القوى السياسية والاقتصادية في شرق إفريقيا، دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل “نهائي وواقعي” لقضية الصحراء، في خطوة تمثل تحولًا نوعيًا في موقفها الذي كان تاريخيًا متماهيًا مع أطروحات جبهة “البوليساريو”.
ويأتي هذا الموقف، الذي تم الإعلان عنه رسميًا أمس الإثنين بالتزامن مع افتتاح سفارة كينيا في العاصمة المغربية الرباط، ليكرس التقارب المتنامي بين البلدين ويعكس نجاح الدبلوماسية المغربية في توسيع دائرة الدعم الدولي لوحدة المغرب الترابية داخل القارة الإفريقية.
ويرى عدد من المحللين أن هذا التحول يأتي في سياق دينامية دبلوماسية متسارعة تشهدها القضية الوطنية، مدفوعة بمبادرات كبرى أطلقتها المملكة، كـالمبادرة الأطلسية ومشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، إضافة إلى الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه في دجنبر 2020.
وأكد عبد العالي بنلياس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، أن كينيا “أدركت أن مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية تقتضي إعادة بناء علاقاتها مع الرباط”، معتبرًا أن الانخراط في دعم مبادرة الحكم الذاتي يمثل مدخلًا أساسيًا لتطوير العلاقات الثنائية.
من جهته، اعتبر المحلل السياسي محمد شقير أن هذا التحول الكيني يعكس تراجع نفوذ المعسكر الانفصالي داخل الاتحاد الإفريقي، ويُتوقع أن يسهم في تعزيز موقع المغرب داخل المنظمة القارية، خاصة أن كينيا تعد من الدول الوازنة والمؤثرة.
وأشار شقير إلى أن هذا التغير السياسي في نيروبي لا يمكن فصله عن ضعف التأثير الدبلوماسي المغربي سابقًا في شرق القارة، وصعود تأثير الرباط عقب استعادة مقعدها داخل الاتحاد الإفريقي، وهو ما مكنها من مواجهة الطروحات الانفصالية التي لطالما دعمتها الجزائر وجنوب إفريقيا.
ويرى خبراء العلاقات الدولية أن افتتاح سفارة كينية في الرباط يمثل أكثر من مجرد خطوة رمزية، بل هو إشارة قوية على متانة العلاقات الثنائية المستقبلية، ويفتح آفاقًا واسعة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة والتنسيق السياسي.