
دعا رئيس الحكومة،في كلمة خلال افتتاح الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة المغربية الموريتانية التي انعقدت بالرباط يوم الجمعة نظيره الموريتاني، إلى تكثيف التنسيق الأمني بين البلدين والتعاون في كافة المجالات المرتبطة بالتنمية، وذلك من أجل مواجهة المخاطر التي تحدق بأمن المنطقة والمرتبطة بالهجرة غير الشرعية والاتجار في البشـر وفي المخدرات والإرهاب، وذلك باعتماد مقاربة شمولية تجمع بين البعدين الأمني والاجتماعي.
مؤكدا في هذا السياق على أهمية توفير الدعم المالي واللوجيستي للمنظمات الجهوية المعنية، خاصة تجمع دول الساحل والصحراء (CEN-SAD) ومجموعة دول الساحل الخمسة (G5 Sahel).
واعتبر أخنوش، أن هذا اللقاء، هو فرصة سانحة لاستعراض وتقييم حصيلة التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، سواء منها السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية، ويشكل في نفس الوقت، مناسبة للتفكير سويا في بلورة الأساليب الكفيلة بإرساء شراكات فاعلة، في أفق تحقيق الاستغلال الأمثل للإمكانيات الاقتصادية بالبلدين.
و يضيف رئيس الحكومة،أن المغرب قد تمكن خلال هذه السنوات الأخيرة، من إرساء إطار قانوني غني ومتنوع لتعاون ثنائي في العديد من المجالات، وهنا لابد من التنويه، يقول أخنوش، بـ”الدينامية التي تعرفها علاقات التعاون الثنائي، والتي تمت ترجمتها من خلال رفع وتيرة تبادل الزيارات والخبرات بين البلدين في السنوات الأخيرة، وكذا الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية المزمع توقيعها خلال هذه الدورة”.
ودعا رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الفاعلين الاقتصاديين والقطاع الخاص بالبلدين، إلى انخراط أكبر في تنشيط التعاون الاقتصادي عموما وتنمية التبادل التجاري بين البلدين للوصول إلى مشاريع استثمارية مشتركة تعود بالنفع على الجانبين، وإقامة مشاريع إنتاجية مربحة وشراكات ذات بعد إستراتيجي، تكون نموذجا للتعاون جنوب – جنوب.
أما على المستوى القاري، قال أخنوش، إن المملكة المغربية، إذ تسترشد بالتوجيهات السامية الملك محمد السادس، وبرؤيته لإفريقيا المزدهرة والمتحررة والماسكة بزمام أمورها، فإنها توكد على أهمية استكمال الإصلاح المؤسساتي للاتحاد الإفريقي وتنمية سياسته في أبعادها الروحية والتنموية والاقتصادية تعزيزا لعلاقات متوازنة أساسها التعاون والتضامن في مواجهة التحديات.
وزاد قائلا: “لنا اليقين أن ما يتحلى به بلدانا من إرادة جماعية وما يحذونا من رغبة صادقة سيمكننا بعون الله وقوته من كسب الرهان ورفع التحديات وتحقيق الغرض الهادف إلى الرقي بمستويات علاقاتنا المتميزة في شتى المجالات”.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن “روابط بلدينا على المستوى الروحي والثقافي قوية نتيجة الثوابت الدينية المشتركة والمتمثلة في المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف والطرق الصوفية التيجانية والقادرية والشاذلية”، مضيفا أن “الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة تأتي في مقدمة الدول الإفريقية التي يستفيد طلبتها من المنح الدراسية والمقاعد البيداغوجية في مختلف جامعات المغرب ومعاهده العليا.