منبر24
خلص المؤتمر العلمي الدولي في نسخته التاسعة عشرة، الذي نظمته الجامعة الصيفية ـ أكادير، إلى ضرورة توظيف التكنولوجيات الحديثة والوسائط الرقمية والسمعية البصرية بشكل فعّال في نشر اللغة والثقافة الأمازيغية، بمختلف مكوناتها الأدبية والفنية والبصرية والجمالية، إضافة إلى تراثها السياحي والتاريخي والأركيولوجي والحضاري.
ودعا المؤتمر، الذي احتضنته عاصمة جهة سوس ماسة، إلى دمج الأمازيغية في السياسات العمومية الموجهة لمغاربة العالم، وتجاوز ما وصفه بـ”وضعية التمييز اللغوي والهوياتي”، مع التأكيد على أهمية استثمار الأمازيغية في دبلوماسية الهجرة كرافعة لتعزيز ارتباط الجاليات بجذورها الثقافية والهوياتية.
كما أوصى المشاركون بدعم مشاريع الربط الثقافي والحضاري بين المناطق الأمازيغية في شمال إفريقيا، والمجال المتوسطي، ودول جنوب الصحراء، بما يرسّخ البعد الجيو-ثقافي للأمازيغية كجسر لتعزيز التكامل الإقليمي والحوار بين الشعوب.
وشدد المؤتمر، الذي عرف مشاركة باحثين من المغرب والسينغال وإيطاليا، على ضرورة وضع استراتيجية وطنية وإقليمية لتطوير ونشر الوعي بالهوية والثقافة الأمازيغية، وتمكينها قانونياً ومؤسساتياً، من خلال تفعيل المقتضيات الدستورية وسن التشريعات القطاعية اللازمة لتجسيد طابعها الرسمي.
وتشمل مجالات هذا التفعيل قطاعات التعليم، والقضاء، والإدارات العمومية، والإعلام، والجماعات الترابية، والحالة المدنية، وكذا إصدار الوثائق والشواهد الإدارية الرسمية، في إطار تنزيل القانونين التنظيميين المتعلقين بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية والمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.
وفي بلاغ مفصل، أكدت الجامعة الصيفية ـ أكادير على أهمية الظرفية الراهنة في تشجيع البحث العلمي الميداني في الميادين الأمازيغية، من خلال دعم الباحثين والباحثات وتنظيم دورات تكوينية، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات مع المؤسسات العلمية الوطنية من أجل الارتقاء بمستوى الإنتاج المعرفي واستثماره لخدمة قضايا التنمية المجتمعية.
ونوه البلاغ إلى أهمية توظيف الثقافة الأمازيغية كإطار جيو-ثقافي مشترك بين شعوب شمال إفريقيا وجنوب الصحراء والمنطقة المتوسطية والأطلسية، من خلال مقاربة القوة الناعمة وأدوارها في تعزيز الدبلوماسية الثقافية وخدمة المصالح الاستراتيجية للمغرب ومشاريع التنمية المشتركة.
يُذكر أن المؤتمر الدولي التاسع عشر للجامعة الصيفية ـ أكادير، نظم بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والجماعة الترابية لأكادير، حول موضوع: “الأمازيغية والجيوـ ثقافي بين الامتداد الثقافي والإفريقي والمتوسطي”، بمشاركة 28 باحثا وباحثة من 12 جامعة مغربية ودولية، موزعين على خمس جلسات علمية.
