مازال البعض يعبر بشكل علني عن إرتباط مفهوم محاربة الفساد بحزب العدالة و التنمية المغربي ، حيث أشهر هذا الحزب شعار ” صوتكم فرصتكم لمحاربة الفساد و الإستبداد” من اجل إقناع الناخب بأن للحزب رغبة أو إرادة اكثر من غيره في مواجهة ناهبي المال العام و مصاصي دماء المغاربة .
و على الرغم من هذا الإرتباط الوثيق ، فإن حزب العدالة و التنمية لم يدخل لا في السابق و لا في الحاضر في أي حرب ضروس مع الفساد و المفسدين ، بل إن تطبيعه مع الفساد كان واضحاً ، من خلال التساهل و التسامح مع كل من سولت له نفسه سرقة المال العام ، و كذلك الإنخراط الفعلي في المنظومة بالنسبة لبعض منتسبيه الذين أصبحوا متابعين في ملفات عفنة بتهم ثقيلة تفوق في بعض الأحيان من قبلهم .
و هكذا و بعد مرور عشر سنوات عن تلك الفترة ، مازالت لحدود الساعة ملفات الفساد عالقة في ردهات المحاكم ، بينما كان المطلب الأساسي هو تسريع إجراءات المحاكم و المساطر الإدارية القضائية و تفعيل ألبات المراقبة و تعزيز ادوار المجالس الجهوية للمحاسبة بما يضمن عدم الإفلات من العقاب و إسترجاع الأموال المنهوبة ، و على الرغم من هذا التطبيع مع الفساد ، فأن الحزب لم يكلف نفسه عناء شرح سبب فشله في أدارة هذا الملف ، هذا ان كانت له يوماً رغبة في إدارته ؟
من يتابع هذا الموضوع جيداً يعلم أن الحزب ركب موجة الربيع العربي ، و إختار شعاراته بعناية ، لكنه لم يكن يوماً يسعى لمجابهة ناهبي المال العام ، و لم يرفع يوماً منتسبيه شكايات للقضاء ، و لم يضغط قط أعضاءه امام المحاكم لتسريع المحاكمات ، كما انه حينما تمكن من تدبير الشأن العام لم يقم بإجراءات واضحة و جريئة لتغيير الأوضاع .
بل إننا نشعر بأن الأمر إزداد سوءاً …بعد عشر سنوات عجاف في موضوع تخليق الحياة العامة ، أو على الاقل ليس هذا ما كنا تنتظره .