تتواصل أعمال بناء معبر تجاري جديد يمتد على 53 كيلومترًا، يربط مدينة السمارة بالحدود الموريتانية، وذلك في إطار تعزيز التعاون الإقتصادي بين البلدين. هذا المشروع الذي أطلقته القوات المسلحة الملكية قبل نحو عام، يوشك على الانتهاء، ويُعتبر خطوة محورية لدفع عجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز استقرار المناطق الجنوبية في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة.
وفي هذا السياق أكد سفيان بودرة، الباحث في الشؤون الاقتصادية، أن افتتاح هذا المعبر يعد تحولًا استراتيجيًا يعكس السعي لتعزيز التكامل الاقتصادي بين شمال وغرب إفريقيا. وأوضح أن المعبر سيسهم في تسهيل حركة البضائع والخدمات، مما سيرفع من حجم التبادل التجاري ويوفر فرصًا استثمارية واعدة للقطاع الخاص.
وأضاف بودرة أن هذا المعبر لن يسهم فقط في تقليل تكاليف النقل وتعزيز كفاءة سلاسل التوريد، بل سيلعب دورًا محوريًا في دعم التنمية المستدامة في المنطقة. كما لفت إلى أن المشروع يمثل منصة لإعادة هيكلة التجارة الإقليمية وتوسيع التجارة البينية، مما يعزز الخطط الطموحة لتحقيق رفاه اقتصادي مستدام للمنطقة.
ويعد المعبر جزءًا من رؤية استراتيجية موسعة لتعزيز البنية التحتية للتجارة، تشمل تحديث الخدمات اللوجستية وتبني تقنيات حديثة في إدارة العمليات التجارية. كما يعكس التعاون المثمر بين المغرب وموريتانيا، الذي يعد نموذجًا للتكامل الإقليمي الناجح.
ويُذكر أن المشروع جزء من جهود المغرب لتأمين مناطقه الجنوبية بعد عملية “الكركرات” في 2020، التي أسهمت في تعزيز الاستقرار ومنع تسلل عناصر البوليساريو، ما خلق بيئة مواتية لنمو اقتصادي مستدام.
من المتوقع أن يصبح هذا المعبر الجديد محورًا حيويًا للتجارة الإقليمية والدولية، مما يعزز مكانة البلدين كشريكين رئيسيين في تحقيق التنمية الاقتصادية والتكامل الإفريقي.