تشهد مدينة مكناس، في الفترة الممتدة ما بين 21 و27 أبريل 2025، انطلاقة الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (SIAM)، التي عادت هذا العام بزخم كبير تحت شعار: “الابتكار في خدمة السيادة الغذائية”. وجمع المعرض، كعادته، نخبة من الفاعلين في القطاع الفلاحي من المغرب وخارجه، ما جعله يُرسخ مكانته كأهم موعد فلاحي على الصعيد الإفريقي والدولي.
تعرف دورة هذه السنة مشاركة أكثر من 70 دولة، وعشرات الآلاف من الزوار، إضافة إلى مئات العارضين الذين مثلوا مختلف قطاعات سلسلة القيمة الفلاحية، من الزراعة والصناعات الغذائية إلى التكنولوجيا الفلاحية والبحث العلمي. المعرض لم يكن فقط فرصة لتبادل الخبرات وتوقيع الشراكات، بل تحوّل إلى فضاء للترويج للهوية الفلاحية المغربية وللمنتوجات المحلية الأصيلة.
من أبرز ما ميز دورة هذه السنة، الحضور القوي للمنتجين المغاربة في مجال تربية المواشي، حيث لفت الأنظار جناح خاص مخصص للماشية الفريدة من نوعها، وكان الحدث الأبرز عرض أكبر ثور (عجل) في المغرب، والذي تحوّل إلى محط أنظار الزوار والمهنيين على حد سواء. الحيوان الضخم، الذي يفوق وزنه الـ 1.5 طن، يعكس جودة السلالات المحلية والعناية الخاصة التي يوليها المربون لتطوير هذا المجال.
ويُظهر الفيديو المرفق مع هذا المقال مشاهد حصرية من داخل الجناح المخصص للمواشي، حيث يُعرض الثور العملاق وسط دهشة الزوار وإعجابهم. يُعد هذا الحيوان ثمرة سنوات من العمل المتواصل والبحث في التحسين الوراثي والتغذية المدروسة، وقد قدّمه مربّوه كمثال حي على الإمكانات الكبيرة التي تختزنها الفلاحة المغربية في مجال تربية المواشي.
هذا الإنجاز، وإن بدا فرديًا، إلا أنه يعكس تطورًا ملحوظًا في سلاسل الإنتاج الحيواني بالمملكة، ويؤكد على أهمية المعرض كمنصة لاستعراض النجاحات والمكتسبات في هذا القطاع الحيوي. وقد تهافت زوار المعرض لالتقاط صور مع الثور، الذي تحول إلى “نجم” الدورة، ونقطة جذب رئيسية في أروقة المعرض.
وعلى هامش هذا الحدث، تنظم ندوات علمية وورشات تقنية تطرقت إلى مستجدات الابتكار في تربية المواشي، واستراتيجيات تحسين الإنتاج الحيواني في ظل التحديات المناخية والاقتصادية الراهنة، وذلك بمشاركة خبراء مغاربة وأجانب.
وتبرز دورة 2025 من معرض الفلاحة بمكناس كدورة مميزة من حيث التنظيم والمحتوى، إذ تعكس رغبة المغرب في تحقيق تحول رقمي وفني في قطاعه الفلاحي، والتوجه نحو سيادة غذائية مستدامة تُراعي التغيرات المناخية وحاجيات السوق المحلية والدولية.
المعرض كان أيضًا مناسبة لتكريم المرأة القروية والجيل الجديد من المقاولين الفلاحيين، الذين أصبحوا يشكلون قوة صاعدة داخل المجال الفلاحي، ما يعطي دفعة قوية لتجديد آليات الإنتاج والتسويق والتسيير في الفلاحة المغربية.
ختامًا، لا يمكن الحديث عن SIAM 2025 دون التوقف عند تلك اللحظات التي وثقناها بالفيديو، حيث تشاهدون عرض الثور المغربي العملاق، وسط أجواء احتفالية تعكس فخر الفلاح المغربي بإرثه، واستعداده للمستقبل بثقة واحترافي
