عبد الرحمان أمحمود
يُعد منتجع أيت خلف بجماعة أمالو (إندوزال)، إقليم تارودانت، واحدًا من الكنز الطبيعي الذي يزخر بمؤهلات بيئية وسياحية فريدة، لم يتم استغلالها بالشكل الذي تستحقه. يتميز المنتجع بموقعه الجبلي الساحر، حيث تتناغم الجبال الشامخة مع الوديان وأشجار الأركان، في مشهد يخطف الأنظار ويبعث على الطمأنينة. هذه الخصائص تجعل المنتجع وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والسياحة الجبلية، لكنه لا يزال بعيدًا عن خارطة السياحة الوطنية.
ورغم الإمكانيات الطبيعية الكبيرة، يعاني المنتجع من غياب شبه كامل للبنية التحتية والخدمات السياحية الأساسية. فالطرق المؤدية إليه غير معبدة، مما يجعل الوصول إليه مغامرة شاقة، ناهيك عن غياب مرافق حيوية مثل دور الضيافة ومناطق التخييم. هذه العراقيل تحرم المنتجع من جذب السياح المغاربة والأجانب، وتُفوت على جماعة أمالو فرصة كبيرة للنهوض بالتنمية المحلية، كما تحرم الساكنة من الاستفادة من هذا المورد الطبيعي.
ساكنة أيت خلف والدواوير المجاورة تجد نفسها محرومة من الاستفادة من هذا المنتجع، الذي يمكن أن يُصبح مصدرًا رئيسيًا لفرص العمل وتحسين المستوى المعيشي. بدلاً من أن يكون رمزًا للتنمية الاقتصادية والسياحية، بات المنتجع رمزًا للإهمال وغياب التخطيط التنموي، ما يعكس ضعف المبادرات المحلية للنهوض بقطاع السياحة الجبلية.
تطوير منتجع أيت خلف يتطلب رؤية تنموية شاملة تشمل: تحسين البنية التحتية عبر تعبيد الطرق المؤدية إليه، تشجيع الاستثمار في بناء مرافق سياحية مثل دور الضيافة ومناطق التخييم، الترويج للمنتجع من خلال حملات تسويقية رقمية، وإشراك الساكنة المحلية كمرشدين سياحيين ومسيرين للمرافق، ما يضمن لهم دورًا رئيسيًا في تنمية المنطقة.
منتجع أيت خلف ليس مجرد موقع طبيعي فريد، بل فرصة اقتصادية حقيقية لتحويل جماعة أمالو إلى وجهة سياحية مميزة. تنمية هذا المنتجع تعني تعزيز الاقتصاد المحلي، تحسين الظروف المعيشية للساكنة، والحفاظ على الطابع البيئي للمنطقة. على المسؤولين المحليين والإقليميين التفكير بجدية في هذا المنتجع، والعمل على استثماره ليصبح نموذجًا ناجحًا للسياحة الجبلية بالمغرب.