بعد توقيع الاتفاقية بين المغرب وأستراليا، بدأ المستوردون المغاربة في إعداد الترتيبات النهائية لبدء استيراد قطيع الغنم والماعز من أستراليا، وذلك تزامناً مع حلول عيد الأضحى المبارك. وتأتي هذه الخطوة في إطار التعاون بين البلدين لتلبية احتياجات السوق المغربية من اللحوم الحية، حيث يتوقع أن تبدأ أولى شحنات الماشية الأسترالية في الوصول إلى المملكة المغربية مع بداية شهر مايو 2025.
وكان وفد مغربي يتألف من مسؤولين حكوميين وكبار المستوردين قد زار مدينة بيرث الأسترالية في الآونة الأخيرة. الزيارة كانت بمثابة إتمام الاتفاقيات الفنية واللوجستية بين الطرفين، وتضمنت محادثات موسعة مع مجلس مصدري الماشية الأسترالي. وخلال الزيارة، تم تحديد كافة التفاصيل المتعلقة بعملية الاستيراد، مثل شروط النقل، والضوابط الصحية، والجدول الزمني لبدء وصول الشحنات.
وفيما يتعلق بالماشية المستوردة، فإن التركيز سيكون على استيراد سلالة “الحولي” الأسترالي، وهي واحدة من أبرز وأشهر سلالات الغنم في العالم. وتتميز هذه السلالة بجودة لحومها العالية، مما يجعلها مفضلة لدى العديد من المستهلكين في الأسواق العالمية. كما أنها تعتبر سلالة تزرع في بيئات صحراوية شبيهة بتلك الموجودة في المغرب، مما يسهل على الماشية التكيف مع الظروف المناخية المحلية.
ومن المتوقع أن يبدأ استيراد حوالي 100 ألف رأس من الماشية، وهي كمية كبيرة تهدف إلى تلبية احتياجات السوق المحلي في فترة عيد الأضحى، حيث يتزايد الطلب على الأضاحي في هذه الفترة. وبهذا الاتفاق، سيساهم المغرب في ضمان توافر هذه اللحوم بكميات كبيرة وبأسعار مناسبة للمواطنين، خصوصاً في ظل الطلب المرتفع خلال موسم الأعياد.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التعاون بين المغرب وأستراليا يشكل خطوة هامة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث يعكس استعداد المغرب للتعاون مع الشركاء الدوليين لتلبية احتياجاته المتزايدة في قطاع الأمن الغذائي. ويسعى هذا التعاون إلى تقوية التنوع في مصادر اللحوم في السوق المغربية، والحد من الاعتماد على بعض المصادر التقليدية، بالإضافة إلى تعزيز قدرات القطاع الفلاحي في المملكة.
