من معاهدة 1786 إلى التحالف الاستراتيجي..239 سنة من العلاقات العميقة بين المغرب و الولايات المتحدة
تخلد المملكة المغربية و الولايات المتحدة الأمريكية ذكرى مرور 239 عامًا على توقيع معاهدة السلام والصداقة بين البلدين، وهي واحدة من أقدم الاتفاقيات الثنائية في العالم التي لا تزال سارية المفعول. تعكس هذه المعاهدة العلاقة الاستراتيجية العميقة التي نشأت بين البلدين، والتي تطورت على مر العصور لتشمل مجالات متعددة، من التعاون التجاري والاقتصادي إلى التحالفات العسكرية والأمنية. تاريخ طويل من التعاون المشترك والتفاهم المتبادل ساهم في تعزيز مكانة هذا التحالف بين المغرب والولايات المتحدة، ليكون نموذجًا للشراكات الدولية الناجحة التي صمدت أمام مختلف التحديات العالمية.
فعلى مدار القرنين التاسع عشر والعشرين، شهدت العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية نموًا ملحوظًا من خلال التعاون البحري والتبادل التجاري، حتى في ظل الحماية الفرنسية على المغرب. وكان للمغرب دور محوري خلال الحرب العالمية الثانية، وخاصة في عملية “الشعلة” عام 1942، مما مهد الطريق لعلاقة عسكرية وثيقة استمرت حتى يومنا هذا. ومع استقلال المغرب في عام 1956، تعمقت الشراكة بين البلدين، ليصبح المغرب حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة خلال الحرب الباردة. وفي العقود الأخيرة، توسعت هذه العلاقات لتشمل مجالات متنوعة مثل التجارة، والاستثمار، ومكافحة الإرهاب. وكان توقيع اتفاقية التجارة الحرة في عام 2004 بمثابة دفعة قوية للتبادل الاقتصادي، لاسيما في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات تطورًا كبيرًا، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء المغربية في ديسمبر 2020، وهو القرار الذي كان له تأثير استراتيجي بالغ على المستوى الإقليمي. ومع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة في 2025، من المتوقع أن يتم تعزيز هذا الاعتراف بشكل أكبر، مع زيادة الاستثمارات الأمريكية في قطاعات الطاقة الخضراء والزراعة والرقمنة.