أعطيت يومه الأحد 20 نونبر 2022 الانطلاقة لدورة قطر لكأس العالم وسط انتقادات لاذعة من طرف عدة أطراف دولية متعددة لا ترى بعين الرضى لحيثيات الترتيبات التي واكبت التهييىء لهذا العرس العالمي لدولة صغيرة، بحيث خصصت ميزانية ضخمة للبنية التحية الرياضية و البنية السياحية و الخدماتية المواكبة؛ و التي أعتبرت الأعلى في تاريخ تنظيم هذا الكأس العالمي و قدرت حسب الخبراء ما بين 220 مليار دولار و 300 مليار دولار، من خلال تهيئة مساحة 50 كيلومتر في العاصمة الدوحة بحيث تم إحداث مترو جديد ب 36 مليار دولار و 200 ألف سكن ب 5.4 مليار دولار و بناء و إصلاح الملاعب الثمانية المحتضنة لأطوار المونديال. كل التقديرات تشير إلى أن أرباح المونديال في قطر لن تتجاوز 5.4 مليار مما يجعل استثمار 300 مليار دولار- وهي للتذكير ربع الناتج الداخلي للمغرب- ضرب للحكامة. فريق المنتقدين متنوع و يمكن حصره كالتالي :
1- كتلة أحزاب اليسار في أوروبا و التنظيمات المدنية و الحقوقية الموالية لها التي ترى أن أوروبا تعيش تقشفا كبيرا من خلال غلاء اسعار النفط و الغاز و ندرة المواد الغذائية فيما تقوم قطر بهدر الأموال في اقتصاد الرفاه. كما تنتقد استغلال اليد العاملة الأجنبية من خلال وفاه أكثر من 5000 عامل في أوراش بناء المونديال .
2- الدول المصدرة للعمالة كالهند و الفلبين التي استغلت الفرصة للضغط قصد تسوية و ضعية هذه اليد العاملة.
3- الليبراليون الذين يتخوفون من كلفة تنظيم المونديال القادم و ماهية الدولة التي يمكن أن تحتضن أطواره و التي لن تتجاوز على اية حال كلفة مونديال الدوحة.
4- لوبي الحرب الذي يخشى من وقف رغبة الشعوب الأوروبية في استمرارية الحرب. فالمونديال يخلق حالة من الاسترخاء و الراحة للشعوب مما يعني تجاوزا للحرب على مستوى تتبعها و قد رفض زلنسكي هدنة خلال المونديال عكس موسكو التي وافقت. و بعض التقارير تشير إلى أن هذا اللوبي خصص ميزانية لدعم الحرب على المستوى الإعلامي.
5- لوبي الايكولوجيين في أوروبا الذي ينتقد في كل مونديال الاستثمارات في المجال لأنها تضر بالبيئة و عمليات التكييف climatisation المواكبة للمونديال نظرا لارتفاع درجة الحرارة في الخليج، رغم استعمال قطر لأول مرة السيارات الكهربائية و منظومات الطاقة البديلة.
6- لوبي الجندر أو النوع الإجتماعي من قبيل المثليين و الجنس العابر و الحركة النسائية féminisme ، هذا اللوبي يعتبر قطر و دول الخليج على العموم لا تحترم هذه الفئات.
7- لوبي “الفوبيا من الإسلام” التي تعتبر الإسلام غير متعايش مع الترفيه و مع هكذا حدث مما يوحي بأن قطر كسرت جمودا و نمطية كثيرا ما تغنى بها الغرب . فالآيات القرآنية في مختلف شوارع الدوحة و متحف أحدث للتعريف بالثقافة البدوية. و هو ذكاء قطري لتجاوز هذا الكليشيهات و stéréotypes .
8 – لوبي الإيقاع بين قطر و باقي دول الخليج خلال المونديال و هذا ما دفع محمد بن سلمان لحضور الافتتاح و تجاوز هذا الفخ.
لقد استثمرت قطر في أموال طائلة قد لا تتجاوزها دولة منظمة في المونديالات القريبة القادمة. لكنها ربحت رهانات استراتيجية كبرى ما بعد نفاذ الغاز .وهذا أقلق أكثر من طرف.
