
بقلم: عبد الرزاق زيتوني
في لحظة مغربية خالصة، ارتفعت أنغام النشيد الوطني المغربي داخل القصر الكبير بالعاصمة الفرنسية باريس، بصوت الفنانة المتألقة نبيلة معن، التي وقفت شامخة تؤدي “منبت الأحرار” أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسط حضور رسمي وثقافي وازن، وذلك بمناسبة زيارة ماكرون للجناح المغربي خلال مهرجان باريس للكتاب 2025.
كان الصوت رخيماً، والنبرة صادقة، تحرّك الوجدان وتبعث في القلوب شعور الفخر والاعتزاز. لم يكن أداءً عادياً، بل لحظة استثنائية عبّرت فيها نبيلة معن عن الانتماء العميق، وجسّدت من خلاله الروح الفنية المغربية التي لا تعرف حدوداً.
ماكرون، الذي كان مرفوقاً بوزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، أبدى إعجابه بالعرض، ووقف باهتمام بالغ وهو يستمع للنشيد المغربي يصدح في سماء باريس. وقد حيّا الحاضرون هذه اللحظة بالتصفيق الحار، حيث شعر الجميع بأن المغرب، ضيف شرف هذه الدورة، لم يحضر كضيف عادي، بل كمبدع له مكانته وتاريخه وصوته الخاص.
وزير الثقافة المغربي محمد مهدي بنسعيد وسفيرة المملكة بفرنسا سميرة سيطايل كانا في استقبال الرئيس الفرنسي، الذي عبّر عن اعتزازه بالشراكة الثقافية مع المغرب، واصفاً العلاقات الثنائية بـ”الودية والعميقة”.
جناح المغرب في المعرض لم يكن مجرد فضاء للعرض، بل تجربة حسية وثقافية، نقلت الزائر من شوارع فاس ومراكش إلى عوالم الأدب المغربي، وعرّفت الفرنسيين وغيرهم على كنوز لغوية وفكرية لا تقل إشعاعاً عن أي أدب عالمي.
نبيلة معن، بصوتها الأندلسي الدافئ، لم تمثّل نفسها فقط، بل مثّلت مغرباً بأكمله. مغرب الفن، مغرب الأصالة، مغرب الحضور الراقي في المحافل الدولية.