
منبر24
أكد مشاركون في ندوة وطنية، نظمت أمس السبت بمدينة العيون، تحت عنوان “من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل”، أن السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية تستند إلى شرعية تاريخية وقانونية راسخة، مع إبراز الدينامية التنموية الشاملة التي تشهدها هذه المناطق.
الندوة، التي نظمتها مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة بمجلس المستشارين المكلفة بتقديم الاستشارة حول قضية الوحدة الترابية، سلطت الضوء على المؤهلات المتنوعة التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية، معتبرة إياها قطبًا اقتصاديًا صاعدًا ومجالًا استراتيجيًا للتكامل والاستثمار في القارة الإفريقية.
في مداخلته، شدد سيدي حسنا الإدريسي الركيبي، أحد شيوخ القبائل الصحراوية، على أن روابط البيعة الشرعية بين قبائل الصحراء والعرش المغربي لم تنقطع يومًا، وهو ما أكدته محكمة العدل الدولية بلاهاي، مشيرًا إلى أن ما تعيشه الصحراء من أمن واستقرار ونهضة تنموية “يكرّس مغربيتها بشكل لا يترك مجالًا للشك”.
من جهته، أوضح الدبلوماسي والإعلامي حسن عبد الخالق، أن المغرب اعتمد منذ 2007 خيار الحكم الذاتي كحل سياسي واقعي وتوافقي، مبرزًا أن هذه المبادرة حظيت بدعم دولي متزايد، خاصة من القوى الكبرى كفرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وأضاف أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي أسهمت في تحييد مناورات الخصوم داخل القارة، وتوجت بصدور قرار سنة 2018 يؤكد الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في تدبير هذا الملف.
أما بوبكر حمداني، رئيس مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية، فاعتبر أن مبادرة الحكم الذاتي تشكل رؤية متقدمة تتجاوز الحلول التقليدية، وتعكس نموذجًا ملهِمًا للحكم الرشيد، يؤكد أن الحل يقع ضمن سيادة المغرب ووحدته الترابية التي لا تقبل المساومة.
بدوره، استعرض الطالب بويا ماء العينين، رئيس الفرع الجهوي لمنتدى الصحراء للحوار والثقافات، النتائج الملموسة للنموذج التنموي بالأقاليم الجنوبية، مشيرًا إلى المشاريع الاستثمارية والبنى التحتية الحديثة التي تلبي تطلعات الساكنة، وتجعل من هذه الأقاليم منطقة استراتيجية بفضل موقعها الجغرافي المنفتح على إفريقيا وأوروبا، وغناها بالموارد الطبيعية والطاقية.
وقد ناقش المشاركون في الندوة عددًا من المحاور الأساسية، من بينها:
• الأبعاد التاريخية والسياسية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية
• مبادرة الحكم الذاتي في ضوء القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة
• النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية: الإنجازات والتحديات
• الثقافة الحسانية باعتبارها مكونًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة