لاجدوى من عالم بدون روسيا ، جملة تهديدية بات يرددها ديميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الفيدرالي الروسي و هي تحيل إلى إمكانية استعمال السلاح النووي الردعي كرد فعل على التهديد الوجودي لروسيا و على الدعم الغير المنتهي للغرب بقيادة أمريكا لفائدة أوكرانيا في إطار ما أضحى يسمى في التكتيكات العسكرية و ما يتداوله الإعلام الغربي ب”الهجوم الاوكراني المضاد” او بداية جس النبض للتهييىء للهجوم الاوكراني المضاد .لقد دخل العالم فعليا إلى مجال الخطوط الحمراء. فكييف إلى حدود هذا اليوم استعادت أربع بلدات من الأراضي التي سبق لروسيا أن ضمتها إلى إقليم دومباس. و موسكو بدأت بضرب نقط الارتكاز و نقط الدعم العسكري بصواريخ موجهة انطلاقا من البحر كما هددت بضرب كل المطارات العسكرية التي ستنطلق منها طائرات F16 الأمريكية المقاتلة التي ستحدث توازنا مع سوخوي 24 م و ميغ 34 الروسيتين . و يبدو أن ألمانيا تورطت بشكل مباشر في الحرب ما دامت وحدها من دعمت أوكرانيا بالاسلحة الثقيلة من قبيل دبابات ليوبارد و بالصواريخ و أوقفت خط الانابيب Nord stream. و هنا يبرز الدهاء الأنكلوساكسوني بقيادة واشنطن و لندن اللتان تركتا تأجيج الصراع بين الشعب الجرماني و الشعب السلافي و هذا يحيل إلى الحرب العالمية الثانية . فبريطانيا رغم رفع سقف التهديد عبر الإعلام إلا أنها لم تدعم لوجبستيكيا أوكرانيا بالسلاح الحاسم نفس الشيء بالنسبة إلى واشنطن التي ما زالت لم تزود بعد كييف بطائرات F16. و أبانت أوروبا من جديد عن ضعفها و اقحامها في صراعات هي في غنى عنها .فالولايات المتحدة جادة في سعيها إلى اضعاف روسيا و جعلها قوة نووية بدون قوة اقتصادية كما نظر إلى ذلك هنري كيسينجر و الحاقها بالصين مقابل الحاق بريطانيا بأمريكا لتبرز بعد ذلك الثنائية القطبية بين بكين و واشنطن. لكن موسكو لن ترى بعين الرضى هذا الوضع و قد تقلب الطاولة على الجميع لدعم وجودها .واذا ما حاولت أمريكا دعم أوكرانيا لاستعادة القرم فإن روسيا ستضرب القوات الأمريكية في سوريا و قد تستغل الصين عدم الاستقرار لضم التايوان .و هذا سيدخل العالم في متاهات كبرى قد تدمر الكرة الأرضية. وإذاك لن يبقى اي بشر و لا أية دابة فوف الأرض. فهل هناك عقلاء في هذا العالم ؟؟؟