وسيط المملكة يُحذر من مخاطر التحول الرقمي غير المؤطر ويدعو إلى إنصاف المرتفقين في زمن الذكاء الاصطناعي
منبر24
أكد وسيط المملكة، حسن طارق، أن مؤسسات الوساطة تواجه اليوم تحديات جديدة ترتبط أساسًا بتأثير التحول الرقمي على ضمان حقوق المرتفقين وفعلية قيم العدالة والإنصاف، مشددًا على ضرورة تأطير هذا التحول بأبعاد أخلاقية وقانونية تضمن حماية المعطيات الشخصية وعدم التمييز.
وجاء ذلك خلال افتتاح يوم دراسي، نُظم أمس الأربعاء بالرباط، تحت عنوان: “دور وسيط المملكة بين تجويد الخدمات الإدارية ومعالجة اختلالات الحكامة.. قضايا الطلبيات العمومية والتعمير والإعلام نموذجًا”، بشراكة مع مختبر الأبحاث حول الانتقال الديمقراطي المقارن بجامعة الحسن الأول بسطات.
وفي كلمته، دعا طارق إلى تجاوز لحظة الانبهار بقدرات الذكاء الاصطناعي في الإدارة، والتركيز بدل ذلك على ضمان الإنصاف، خاصة في الحالات التي تُطبق فيها القواعد القانونية بشكل صارم يؤدي إلى الحيف، موضحًا أن الإدارة الرقمية تعيد طرح مفهوم المرفق العام وتُغيّر من منطق اشتغاله من عمودي إلى أفقي، ومن المشروعية إلى النجاعة.
كما شدد على أن بعض الإدارات التي تعتمد برامج محادثة آلية قد تُغفل أبعاد العدالة والخصوصية في تعاملها مع المواطنين، داعيًا إلى نقاش مؤسساتي عميق حول هذا التحول.
من جانبه، أكد عبد الجبار عراش، مدير مختبر الأبحاث المنظم، أن هذا اللقاء العلمي يندرج في إطار انفتاح الجامعة على المؤسسات الدستورية وتعزيز الحوار الأكاديمي حول قضايا الحكامة ومكانة الوساطة المؤسساتية في دعم الحقوق والتنمية.
أما سعيد رحو، رئيس لجنة التنسيق، فقد أشار إلى أهمية الفضاء الجامعي في ربط المعرفة النظرية بالتطبيق العملي، داعيًا إلى شراكة فاعلة بين المؤسسات لتعزيز هذا التكامل.
وتوزعت أشغال هذا اليوم الدراسي على عدد من الجلسات العلمية التي تناولت تقارير مؤسسة الوسيط، وواقع الطلبيات العمومية، ودور الوساطة في تحسين العلاقة بين المواطن والإدارة، إضافة إلى قضايا الحكامة الدستورية والتواصل كآلية لإدارة الأزمات.
