اعلان
اعلان
مقالات الرأي

“يمينة بسلامة ….و الكار مشا عليا” و علاقتنا باحترام الوقت

اعلان

جيل بكامله استمتع في نهاية الثمانينات من القرن الماضي بأغنية ” يمينة بسلامة…..” بصوت الفتى الشاب رشيد برياح بايقاع الراي الوجدي الذي كان يزاحم حينءذ جهابدة الراي الجزاءري من قبيل الشاب خالد ، الشاب مامي ، الزهواني، الهواري بنشنات و غيرهم. هذا الشاب الذي برز من خلال سباق المدن لم يكن يقصد معشوقته كما اكد في احد استجواباته بل كان يوجه رسالته إلى امه يمينة التي سيغادرها لاول مرة متوجها إلى خارج مدينة وجدة .الى هنا قد تكون الأمور جد عادية .لكن ما هو خارج عن إطار العادي يتمثل في اسراعه بتحية السلام لوالدته لان ” الكار مشا عليه” او بالأحرى ” غادي يمشي عليه” . قد نتسامح مع كاتب الكلمات حول جملة ” الكار مشا عليا” و ذلك للضرورة الشعرية . لكن السؤال الذي نطرحه لماذا لم يقل الشاب برياح ما مفاده انه متأخر على توقيت مغادرة الحافلة للمحطة الطرقية و بالتالي لن تقبل منه شكاية. و هنا مربط الفرس فالأمر متعلق بعدم احترامنا الجماعي للوقت و لا نملك مفهوما للوقت notion du temps . فنحن داءما نحمل المسؤولية للآخر ” مشا عليا التران /الكار / الطوبيس….الخ ” .و هذه إشكالية كبرى نعاني منها كمغاربة. و هنا استحضر برنامجا اذاعيا استمعت اليه منذ سنوات يتحدث صاحبه على أن شركة “CITIZEN” السويسرية الشهيرة لصناعة الساعات ارادت أن تقيم مشروعا لصناعة منتوجها في نهاية التسعينات بالمغرب و خلق أرضية plate-forme لتسويقه بالبلد و الى باقي دول افريقيا . و قد بعثت خبراء إلى المغرب لاستيقاء و معرفة مدى احترام المغاربة للوقت . نتائج البحث كانت مخيبة للامال.فالمغاربة مثلا عندما يحددون موعدا يقولون ” مور العصر” و يعني اوتوماتيكيا ما بين الرابعة بعد الزوال و السابعة مساء مما يفهم منه أنك لست محتاجا لاقتناء ساعة لضبط وقتك .و هذا ما دفع الشركة السويسرية لتغيير الوجهة ربما تونس أو مصر. و من بين الأمثلة التي نعاني منها جماعيا ايضا تتمثل في جدل ” واش الساعة لقديمة و لا الجديدة؟؟؟”. كما اننا جماعيا نزكي و نعتبره ” قافز” ذلك المسؤول او الشخص الذي يأتي متأخرا إلى الاجتماع. و كل واحد منا يعتقد أن الاجتماع لن ينعقد في وقته غير ابهين بشكل جماعي كلفة هدر الزمن التنموي و ما يشكله من اضرار على الاقتصاد و على تقدم البلد . كلنا عندما نزور الدول المتقدمة نفاجء بالصرامة في احترام مواقيت القطار و الطائرات. و حتى عندما يقع خلل ما في الالتزام تجدهم يسرعون إلى الاعتذار لأنهم يعرفون أنهم عرقلوا عجلة الاقتصاد . ففي اليابان مثلا تجد وزير النقل يقدم استقالته لان القطار تأخر. فتلك شيم الامم المتقدمة. أما نحن رغم تراثنا الغني بدعوته إلى احترام الوقت و اعتباره كالسيف أن لم تقطعه قطعك فما زلنا نقول ” اللي بغا يربح العام طويل ” . السلاااااام عليكم

اعلان

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى