
تم توقيع اتفاقية شراكة بين المملكة وفرنسا بهدف تعزيز الابتكار ونقل الخبرات في مجال الفلاحة الرقمية. وذلك في إطار مشاركة المغرب كضيف شرف في المعرض الدولي للفلاحة بباريس (من 22 فبراير إلى 2 مارس)، وتم ذلك بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، يوم الأحد. وتعد هذه الاتفاقية، التي تم توقيعها بين “المزرعة الرقمية” والقطب الرقمي لوزارة الفلاحة المغربية، خطوة مهمة في تعزيز التعاون بين المغرب وفرنسا في مجال التكنولوجيا الفلاحية. الهدف الرئيسي من الاتفاقية هو تسهيل تبادل الخبرات والتجارب في هذا القطاع، ودعم نقل المهارات في مجال الفلاحة الرقمية.
كما تهدف هذه الشراكة إلى تشجيع الحوار وتطوير مشاريع مشتركة من خلال تنسيق الجهود بين الفاعلين في كلا البلدين لتعزيز الابتكار وتوسيع آفاق التعاون التجاري في السوقين. وتلتزم الأطراف المعنية أيضًا بدعم إدماج الشركات الناشئة ومزودي التكنولوجيا في كلا البلدين. وفي هذا السياق قالت لبنى المنصوري، مديرة القطب الرقمي لوزارة الفلاحة المغربية، إن الهدف من الشراكة هو التنسيق بين البلدين لتحقيق إنتاج أكبر بموارد أقل، في وقت تشهد فيه الفلاحة تحديات كبيرة بسبب نقص المياه والموارد. وأضافت أن التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة ستساهم في تحويل القطاع الفلاحي وتحقيق استدامته.
من جهتها ، أوضحت جوستين ليبوما، نائبة رئيس “المزرعة الرقمية” الفرنسية، أن الاتفاقية تركز على الاستفادة من الخبرات المشتركة بين الطرفين، مع التركيز على تنفيذ مشروعين ملموسين في هذا المجال. وأشارت إلى أن الهدف هو استخدام الرقمنة لتحسين فاعلية ومرونة الفلاحة في كلا البلدين. وفي سياق متصل، تم تنظيم مائدة مستديرة حول “الفلاحة الرقمية: بناء جسور بين فرنسا والمغرب”، شارك فيها ممثلون عن شركات ناشئة، فاعلون مؤسساتيون، منظمات مهنية، باحثون، وخبراء من القطاعين العام والخاص من المغرب وفرنسا.
ومن جانبه أكد أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في كلمته خلال حفل توقيع اتفاقية الشراكة على أهمية الرقمنة في تحقيق أهداف استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” التي يلتزم بها المغرب. وأوضح البواري أن الهدف هو تحسين استخدام الموارد الطبيعية مثل المياه والتربة والطاقة، وتحقيق إنتاجية أعلى باستخدام تقنيات رقمية مبتكرة. وأضاف أن هذه الاستراتيجية تتماشى مع رؤية فرنسا الرامية إلى تطوير فلاحة مستدامة ومرنة.
وأشار الوزير إلى أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الفلاحة الرقمية، بما يشمل تبادل الخبرات والتكنولوجيا، وتطوير التكوين في هذا المجال. كما تم طرح مجموعة من المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى تحسين الممارسات الفلاحية وتدبير الموارد، بما في ذلك تعزيز التعاون بين المؤسسات الجامعية، وتسهيل الوصول إلى التمويل من أجل تشجيع الاستثمار في الشركات الناشئة في القطاع الفلاحي. وقد شهدت المائدة المستديرة التي تلت الحفل مشاركة فعالة من مختلف الفاعلين المغاربة والفرنسيين، حيث تم تسليط الضوء على الفرص المستقبلية في مجال الفلاحة الرقمية، والتي تشكل حجر الزاوية لمستقبل القطاع الزراعي في البلدين.