اعلان
اعلان
مقالات الرأي

حزب الأصالة والمعاصرة.. الولادة القيصرية والحروب الداخلية

اعلان

أسس فؤاد عالي الهمة، الذي سبق أن شغل منصب الوزير المنتدب، في وزارة الداخلية، و الذي يشغل حاليا، مهمة مستشار في الديوان الملكي، في البداية “حركة كل الديمقراطيين” سنة 2008 ، التي لم تعمر طويلا، حيث تحولت إلى حزب الأصالة والمعاصرة، الذي التحق به الكثير من السياسيين، من أحزاب أخرى، ويوصف الجرار من طرف خصومه، بأنه حزب إداري (خلق من طرف السلطة) جيء به الى الساحة السياسية المغربية، لمضايقة ما يسمو بالإسلاميين، وعينه الفوز بكرسي رئاسة الحكومة. 

حزب الأصالة والمعاصرة، الذي خرج فجأة على المغاربة، ودون سابق إنذار ودون تدرج سياسي طبيعي، كان الأصل، أن يكون قائد للجر السياسي، لكن مع توالي السقطات الانتخابية التشريعية، لسنتي 2011 و2016 ، ازاحت الحالة الاستثنائية، والقوة الخارقة من على الحزب الفتي، حيث عجل ببروز، مشاكل ونزعات داخلية، ورغم تحمل الياس العماري، مسؤولية الأمين العام، الذي كانت له القدرة، على الايهام بالآليات السلطوية، نشيطة نسبيا، في ضبط تناقضات هذا الزخم من الأعيان، والذي كان يهدف من وراءه، ضخ دماء جديدة، وجمع الصفوف، للدخول في معركة الانتخابات البرلمانية الأخيرة، لإزاحة عدوهم السياسي اللدود، حزب العدالة والتنمية، وفي مقدمته عبد الاله بنكيران، الذي فاز بكل جدارة واستحقاق، في دائرة سلا، التي كانت بالنسبة له، مسالة حياة أو موت سياسي، هذا الفوز الكاسح لحزبه، واحتلال التراكتور، الصف الثاني، الذي اعتبرت هزيمة وضربة قاضية له، كانت كافية لإقالة مبكرة للعماري، الذي أدخل إلى الثلاجة، وجمد سياسيا، قبل أن يخرج بعدها، ويعدل على قرار استقالته، هذا ما يبين للرأي العام الوطني، الوضعية السياسية الغير المفهومة التي يعرفها الحزب، الذي قدم نفسه سابقا، كقوة ضاربة، وبديل سياسي، والحزب المنقذ، إلا أنه أبان على ضعفه، حيث كان في الأمس القريب، رقما صعبا، وذلك من خلال تحقيقه لنتائج ممتازة، في الانتخابات المحلية، لكن للأسف، في السنوات الأخيرة الماضية، يعيش على وقع، التفكك الداخلي.
الصراعات الداخلية، التي يعيش على وقعها، حزب الأصالة والمعاصرة، سببه ضعف قيادته، ونهج سياسة القرارات الانفرادية، والعمل ضد توجهاته، وكذلك تحقيق المصالح الذاتية، على حساب المصلحة العامة للحزب، وهذا ما صرح به أمينه العام الحالي عبد اللطيف وهبي، الذي انتخب على رأس الأمانة العامة للبام، خلال الاشهر القليلة الماضية، وذلك بعد مخاض عسير، اتسم بخلافات شديدة وانسحاب لخمسة منافسين، في مؤشر على انتصار تيار “المستقبل” في معركة “كسر العظام”، التي خاضها مع تيار “المشروعية” بزعامة الأمين العام المنتهية ولايته حكيم بنشماش، والذي حمله وهبي المسؤولية الكاملة، فيما يعرفه الحزب، من تردي أوضاعه الداخلية، وقال “أن الأمين العام (السابق) ومحيطه، يعملان على تفكيكه من الداخل، ويشكل خطرا على تلك المؤسسة”، نفس القيادي أضاف “سندافع عنه، وسنعمل على الحفاظ عليه، وسنقاوم هؤلاء، الذين يريدون أن يعبثوا بتلك المؤسسة”. أما بنشماس، فيرى خصومه، شلة من المنقلبين على الشرعية.
لكل هذه المعطيات والأسباب، فحزب الأصالة والمعاصرة، يتجه صوب الهاوية، وازاحة صفاته، كقاطرة سياسية، مع قتل توجهاته الحزبية، التي حصل عليها، بعمل كبير، ومجهودات جبارة، من طرف العديد، من القيادات السياسية الوازنة، على الصعيد الوطني، كانت بالأمس القريب، في أحزاب وطنية كبيرة، ولها مواقف، يحسب لها، هذا الحزب، الذي يعيش حرب ضروس، بين مكوناته، في كل الفروع المحلية، والإقليمية، والجهوية، أكثر من هذا، حتى داخل مقره المركزي، السؤال المطروح، هل هي بداية نهاية حزب الجرار؟

اعلان

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى