عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة أثارت العديد من المخاوف في أوروبا، حيث بدأ قادة القارة يعبرون عن الحاجة إلى مظلة أمنية خاصة تضمن حماية القارة بعد تزايد الشكوك حول التزام واشنطن بأمنها. فقد بدأت الدعوات تتعالى في فرنسا وبريطانيا وألمانيا لإنشاء مظلة نووية أوروبية تحل محل الحماية الأميركية. وفي مقال نشره في مجلة “فورين أفيرز”، يوضح جدعون روز، زميل مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، أن الأمور قد تتجاوز هذه الدعوات، مشيراً إلى أن انهيار المظلة الأميركية التي كانت قائمة منذ الحرب العالمية الثانية يجعل من الصعب على الدول الإقليمية الاعتماد على أي قوة حليفة في ضمان أمنها القومي.
ويؤكد روز أن هذا التغيير قد يؤدي إلى سباق عالمي نحو تأمين الحماية الذاتية، خاصة في مجالات مثل الفضاء النووي. ويشير إلى أن هذا السباق سيكون أكثر وضوحًا في مناطق مثل شرق آسيا وأوروبا، حيث يتوقع أن تنخرط دول مثل تايوان وأوكرانيا وكوريا الجنوبية واليابان وكذلك الدول الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا وبولندا ودول البلطيق والشمال الأوروبي، في سباق تسلح نووي جديد.
وفي خضم التحولات الجيوسياسية الكبرى، يبدو أن أوروبا والدول الحليفة التقليدية للولايات المتحدة تقف على عتبة مرحلة جديدة، حيث يطرح تراجع الحماية الأميركية تحديات أمنية غير مسبوقة. ومع تزايد الضغوط على هذه الدول لتأمين مستقبلها الدفاعي، سيكون السباق النووي الجديد في صلب هذا التحول، مما يفتح الباب أمام إعادة تعريف قواعد الأمن العالمي. في النهاية، قد تؤدي هذه التحولات إلى عالم متعدد الأقطاب، حيث تتسابق الدول نحو استراتيجيات دفاعية تضمن سيادتها في وجه تقلبات السياسة الدولية.
