منبر 24
رغم الحديث المستمر عن الرقمنة وتحديث البنيات التحتية للخدمات البنكية بالمغرب، لا تزال مدينة مريرت، التابعة لإقليم خنيفرة، تعاني من تأخر واضح في مواكبة هذا الركب، خاصة على مستوى الخدمات البنكية الأساسية. ففي مدينة يتجاوز عدد سكانها 46 ألف نسمة، لا تضم الوكالة الوحيدة للبريد بنك سوى شباك أوتوماتيكي واحد، ما يخلق طوابير طويلة وازدحاما خانقا، خصوصاً خلال فترات صرف الأجور والمنح.
هذا الخصاص البنيوي الحاد في الخدمات البنكية، بحسب عدد من الفاعلين المحليين، لم يعد مجرد مشكل لوجستي، بل بات يُعدّ “مسًّا مباشرا بحق المواطن في الولوج العادل والسلس للخدمة العمومية”، خصوصا كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون الأمرّين في انتظار دورهم، في غياب أبسط شروط الكرامة والراحة.
نشطاء اعلاميون أكدوا في تصريح صحافي للجريدة أن “الوضع لم يعد يُطاق”، مشددين على ضرورة توسيع شبكة الشبابيك البنكية وتعزيز الوكالات المتوفرة، بالنظر إلى التوسع العمراني والديمغرافي الذي تشهده مريرت، مؤكدين أن شباكاً واحداً لا يكفي لتلبية حاجيات المدينة في ظل تزايد الضغط اليومي.
ورغم تطمينات رسمية حول برمجة شباك أوتوماتيكي ثان وربما اعتماد وكالات متنقلة، إلا أن ساكنة مريرت تعتبر أن تلك الوعود لم تعد تقنع أحدا، طالما أن الواقع لم يتغير. وبين انتظارات الساكنة وردود الجهات المسؤولة، تظل المدينة في حاجة إلى تدخل فعلي يضمن لها نصيبها من العدالة المجالية والخدمات الرقمية، بدل تركها تصطف في طابور طويل من الوعود.
