منبر 24
فرضت وتيرة الحياة المتسارعة في المدن الكبرى تحولات واضحة في نمط التغذية اليومي، حيث أصبح الكثير من الأشخاص يعتمدون على الأكل السريع، وطلب الوجبات الجاهزة، وحتى تناول الطعام أثناء التنقل، في ظل ضغط الوقت وكثافة العمل. هذا التغيير الذي يغلّب الجانب العملي على حساب الجودة الصحية، أثار قلق الخبراء حول مخاطره المحتملة على المدى الطويل.
وترى هيام اليوسفي، أخصائية في الحمية والتغذية، أن نمط الأكل السريع الذي يبتعد عن الطبخ المنزلي يفتقر إلى التوازن الغذائي، ويعتمد في الغالب على مكونات غير صحية مثل الزيوت المهدرجة، الملح الزائد، والسكريات، مما يؤدي إلى أمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم، اضطرابات في البنكرياس، ومشاكل القلب. ودعت إلى اعتماد حلول بسيطة كتنظيم الوقت وتحضير وجبات صحية مسبقة.
أما ليلى بلهادي بنسامي، طبيبة مختصة في الغدد والسكري، فأرجعت هذه الظاهرة إلى تغيّر البنية الأسرية والعملية، مشيرة إلى أن أغلب النساء يشتغلن حاليًا خارج المنزل، مما قلّص من وقت الطبخ، وأدى إلى إهمال وجبات أساسية مثل الفطور، سواء من طرف الكبار أو الأطفال. كما حذرت من ظاهرة “الغْرِينْيوتاج”، أي الأكل العشوائي والمتقطع طيلة اليوم.
وأكدت الطبيبة أن هذا النمط الجديد في التغذية، المرتبط بعدم احترام توقيت الوجبات، يرفع من احتمالات السمنة، وما يرتبط بها من أمراض مزمنة كالسكري وأمراض القلب، بل وحتى بعض أنواع السرطان. وشبّهت الوضع المتزايد في المغرب بما تعيشه بعض الدول الغربية كأمريكا، حيث ترتفع نسب السمنة بشكل مقلق.
ولتفادي هذه الانعكاسات السلبية، دعت بنسامي إلى تبني تخطيط غذائي أسبوعي، يتضمن تحضير الوجبات خلال عطلة نهاية الأسبوع، والحرص على تناول ثلاث وجبات متوازنة يوميًا تحتوي على البروتين، الخضر، والفواكه. كما شددت على أهمية الوجبات المنزلية، ولو كانت بسيطة، باعتبارها أكثر صحية وأمانًا من الوجبات الجاهزة.
