
منبر 24
تشهد مختلف أقاليم المغرب في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، ما يُنذر بتبخر سريع للكميات المهمة من المياه التي جرى تجميعها بفضل التساقطات المطرية الأخيرة. ويُحذر خبراء من أن هذه الظاهرة قد تُضعف من المكاسب المؤقتة التي حُققت، وتُضاعف من التحديات المائية التي تواجه المملكة.
الخبير البيئي مصطفى بنرامل أوضح أن ارتفاع الحرارة يُسرّع من وتيرة تبخر المياه السطحية من السدود والأنهار والتربة، ما يقلل من حجم الموارد المتاحة ويضغط على نظام مائي يعاني أصلاً من ندرة واضحة. وأكد أن التأثير لا يقتصر فقط على المياه السطحية، بل يمتد إلى المياه الجوفية التي تتأثر بدورها نتيجة ضعف تسرب مياه الأمطار إلى الطبقات الباطنية بسبب جفاف التربة.
وأشار بنرامل إلى أن هذه التغيرات المناخية تُهدد استدامة التحسن المؤقت الذي شهدته البلاد في الموارد المائية، مؤكداً أن بقاء هذا التحسن مرهون بمدى استقرار درجات الحرارة مستقبلاً، إضافة إلى فعالية إجراءات ترشيد الاستهلاك، خاصة في القطاع الزراعي الذي يُعد المستهلك الأكبر للمياه.
كما دعا إلى ضرورة التحرك العاجل من خلال تبني استراتيجيات فعالة للتأقلم مع آثار التغير المناخي، من بينها بناء سدود جديدة، صيانة الشبكات القائمة، وتحسين الكفاءة في استخدام المياه. وشدد على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على هذه الثروة الحيوية، والتوجه نحو اعتماد حلول مبتكرة كالربط بين الأحواض المائية لضمان توزيع عادل للمياه.
في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة، تُواجه البلاد تحديًا مائيًا يتطلب حوكمة صارمة وسياسات استباقية تضمن الأمن المائي، وتُحول دون فقدان المزيد من الموارد في سياق مناخي يزداد تطرفًا عامًا بعد آخر.