منبر 24
أطلق المركز المغربي للاستثمار الثقافي “مساق”، بشراكة مع فريق التكامل المعرفي والتجديد المنهجي بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، استكتابًا علميًا دوليًا يروم إعداد كتاب جماعي حول تجديد الفكر الصوفي عند علماء المغرب، في خطوة تهدف إلى تأصيل التجربة الصوفية المغربية ومواكبة تحولات هذا الحقل المعرفي في ظل التغيرات الراهنة.
ويؤكد الدكتور خالد التوزاني، الأستاذ بجامعة مولاي إسماعيل ورئيس المركز، أن هذه المبادرة تسعى إلى إبراز مكانة المغرب كمركز عالمي للتصوف الوسطي المعتدل، من خلال استعراض نماذج من أعلام التصوف، وعناية ملوك المغرب به، إلى جانب استشراف معالم التجديد فيه وأدواره في ترسيخ التعايش والتكامل الحضاري.
الاستكتاب يتضمن ستة محاور رئيسية، منها: النماذج المشرقة في الفكر الصوفي المغربي، وعناية السلاطين به، وخصائصه وتجلياته التجديدية، إلى جانب دوره في بناء المشترك الإنساني وترسيخ الحوار الحضاري. ويشدد التوزاني على ضرورة تجاوز القراءات التقليدية نحو مقاربات علمية جديدة، تنهل من مناهج متعددة وتعتمد التحليل العميق والحياد الأكاديمي.
وتشترط المشاركة في هذا المشروع أن تكون الأبحاث أصيلة وغير منشورة، ومنضبطة منهجيًا، مع تقديم ملخصات بالعربية والإنجليزية. وسيتم عرض الأعمال على لجان تحكيم متخصصة، في أفق نشر الكتاب سنة 2026، وتنظيم ندوة دولية لتقديم نتائجه.
هذه المبادرة العلمية تبرز أهمية التجديد الصوفي في المغرب، ليس فقط كرافد من روافد الفكر الإسلامي، بل كوسيلة لتعزيز الأمن الروحي والوحدة الفكرية والسلوكية، والربط بين الدين والتحديات المجتمعية والإنسانية، في عالم يتطلع إلى معاني السلام والتسامح والكرامة.
