مفتشون يدقون ناقوس الخطر إزاء تفشي التراشق الأفقي ويدعون لتوجيه البوصلة نحو الجهات الوصية
في سياق دقيق يتسم بالشروع المرتبك في تنزيل النصوص التنظيمية المرتبطة بالنظام الأساسي الجديد لموظفي وزارة التربية الوطنية، وفي ظل مؤشرات مقلقة على التراجع عن الالتزامات في صون الحقوق والمكتسبات، وتغييب المقاربة التشاركية الحقيقية، تسجل السكرتارية الوطنية للمفتشات والمفتشين الكونفدراليين، التابعة للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، انشغالها العميق إزاء مآلات المسار الإصلاحي وغياب رؤية واضحة تضمن موقعًا وظيفيًا واعتباريًا منصفًا لهيئة التفتيش داخل المنظومة.
إن التأخر الفاضح في فتح ورش تنظيم التفتيش، ومراجعة قرار تحديد المهام بشكل قانوني دقيق، وغياب الإرادة الفعلية في تمكين الهيئة من أداء مهامها المهنية المستقلة، كلها مؤشرات دالة على نكوص مؤسسي يضرب في العمق مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، ويُفرغ خطاب الإصلاح من مضمونه.
وفي هذا السياق، تدق السكرتارية ناقوس الخطر إزاء مظاهر التراشق والتنازع الأفقي المتنامي بين فئات الشغيلة التعليمية، والتي يُغذّيها غموض المرحلة واحتقانها، في وقتٍ يفترض فيه توجيه البوصلة نحو من يتحمل المسؤولية الفعلية في التردي، أي الجهات الوصية المعنية بضمان العدالة المهنية وتكافؤ الفرص .
إن تحويل الصراع من بعده العمودي إلى صراعات هامشية بين الفئات، يخدم بشكل مباشر مشروع تفكيك المدرسة العمومية وتقويض العمل النقابي الوحدوي، وهو ما ترفضه السكرتارية بشكل مبدئي، وتعتبره تهديدًا حقيقيًا لوحدة الشغيلة التعليمية ولجدوى نضالاتها المشتركة.
هذا وجددت السكرتارية الوطنية:رفضها المطلق لمنطق التجزيء والتفتيت، وللصراعات الفئوية التي تُختزل فيها المطالب وتُفرّغ فيها المعارك من بعدها الجماعي الوحدوي، مؤكدة أن مطلب الاستقلالية الوظيفية لهيئة التفتيش، عبر الانتساب الإداري المباشر إلى المفتشية العامة، يظل ركيزة أساسية لبناء منظومة متماسكة قائمة على الحكامة والجودة والمساءلة.
وندد البيان بالتجاهل الممنهج للملف المطلبي للهيئة، وعلى رأسه ملف تنظيم التفتيش ، وقرار تحديد المهام، وضمان الشروط المهنية والاعتبارية لممارسة وظيفية ضامنة لمبادئ الشفافية والاستحقاق وربط المسؤولية بالمحاسبة، داعية إلى توجيه بوصلة النضال نحو توفير شروط إصلاح جذري ومسؤول يحافظ على المكتسبات ويضمن الحقوق ويسهم في بناء مدرسة عمومية مجانية وذات جودة حقيقية
.
