
منبر24
أكد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب ونائب رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، أن المغرب يعتمد مقاربة إنسانية ومسؤولة في تعاطيه مع قضايا الهجرة، وهي المقاربة التي يدعو إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضح الطالبي العلمي، في كلمة ألقاها خلال الجلسة العامة الثامنة عشرة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، المنعقدة يوم الجمعة بمدينة مالقة الإسبانية، أن النموذج المغربي في تدبير الهجرة يقوم على احترام حقوق الإنسان، ويتناغم بالكامل مع ميثاق مراكش حول الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، الذي صادقت عليه الأمم المتحدة.
وسلط المسؤول البرلماني الضوء على التعاون النموذجي بين المغرب وإسبانيا في مجال تدبير تدفقات الهجرة، خاصة تلك القادمة من بلدان الجنوب، مبرزًا أهمية هذا التنسيق في تحقيق توازن بين الجوانب الأمنية والإنسانية للظاهرة.
وأكد الطالبي العلمي على ضرورة معالجة جذور الهجرة وأسبابها في البلدان الأصلية، مشيرًا إلى أن النزاعات والحروب، والتغيرات المناخية، وضعف التنمية تُعد من أبرز الدوافع التي تؤدي إلى الهجرة والنزوح واللجوء، مما يخلف كلفة إنسانية واجتماعية على البلدان الأصلية وبلدان العبور والاستقبال على حد سواء.
وقال: “سبق أن شخّصنا خلال الدورات السابقة للجمعية، وفي منتدى غرناطة خصوصًا، الأسباب العميقة للهجرة، من بينها الطلب المتزايد عليها في بلدان الاستقبال، والحاجة الموضوعية لها، إلى جانب الطابع التاريخي للظاهرة.”
ودعا رئيس مجلس النواب إلى تفادي استغلال الهجرة في الصراعات السياسية، مشددًا على إسهامها الإيجابي في تنمية المجتمعات المستقبلة، وضرورة تصحيح الصور النمطية حول المهاجرين، ونسبهم الحقيقية، وعلاقتهم ببعض التحديات الاجتماعية.
وفي ختام مداخلته، ثمّن الطالبي العلمي مبادرة الرئاسة الإسبانية للجمعية البرلمانية، التي اختارت قضايا الهجرة كأحد المحاور المركزية في أجندتها، خاصة في ظل السياق الإقليمي والدولي المتسم بتوترات متصاعدة، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط.