
تطوان : محمد السوسي
تعيش ساكنة دوار “افرطن” الواقع بجماعة أولاد علي منصور، قيادة بني حسان، إقليم تطوان، على وقع أزمة خانقة بسبب انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي لما يزيد عن أسبوع، تعود أسبابها إلى الاستغلال غير المشروع للكهرباء من قبل بعض الساكنة، الذين يقومون بسرقة التيار لتشغيل مضخات المياه من أجل السقي.
هذه الممارسات العشوائية تخلق ضغطاً كبيراً على شبكة الكهرباء المحلية، ما يؤدي إلى انقطاعات شاملة تطال الجميع، بمن فيهم الأسر الملتزمة التي تؤدي ما عليها من مستحقات. وتزداد معاناة السكان في ظل بطء وتماطل الشركة الوطنية للكهرباء والماء الصالح للشرب في التدخل لإصلاح الأعطاب أو وضع حد نهائي لهذه التجاوزات.
وتجدر الإشارة إلى أن الكهرباء بالنسبة لساكنة الدوار ليست مجرد خدمة ثانوية، بل مسألة حيوية وأساسية، خصوصاً في ظل غياب شبكة لتوزيع الماء الصالح للشرب، واعتماد الأسر بشكل كلي على تشغيل مضخات الآبار لتأمين حاجياتها اليومية من المياه، و تشغيل الثلاجات للحفاظ على المواد الغذائية.
وتشير شهادات متطابقة من سكان الدوار إلى أن السنة الماضية شهدت انقطاعاً للتيار الكهربائي دام لما يقرب من شهر كامل، تزامناً مع شهر رمضان المبارك وعيد الفطر.
وفي تصريحات لمراسل منبر 24، رفض عدد من الساكنة الكشف عن هويتهم خوفاً من تعرضهم للانتقام من طرف المخالفين، مؤكدين أن بعض تقنيي الشركة يتقاضون رشاوى مقابل التستر على عمليات السرقة، ما يكرّس ثقافة الإفلات من العقاب ويُفقد الثقة في المؤسسات المفترض أن تحمي حقوق المواطنين.
هذا الوضع يُثير أكثر من علامة استفهام حول غياب المراقبة الصارمة، وصمت الجهات المعنية أمام فوضى الاستغلال غير القانوني للكهرباء، مما يدفع المواطنين الملتزمين إلى دفع ثمن تصرفات لا علاقة لهم بها.
سكان دوار “افرطن” يناشدون الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لوضع حد لهذا الواقع المتردي، من خلال مراقبة صارمة للشبكة، وفتح تحقيق نزيه في شبهات الفساد، ومحاسبة المتورطين، سواء من بين المستغلين أو من داخل الشركة إن ثبتت التهم بحقهم.
الحق في الكهرباء ليس ترفاً، بل خدمة عمومية أساسية، والسكوت عن هذه التجاوزات لا يعني إلا المزيد من التهميش والتوتر الاجتماعي في مناطق تعاني أصلاً من الهشاشة والإهمال.