
منبر24
المغرب – أسماء الشتيوي
هنا غزة… هنا فلسطين.
هنا القدس، أرض الصمود، أرض الجبارين والشهداء.
أرض الشجعان لا الفارين، أرض الجوعى المشبّعين بالكرامة والنخوة العربية، بالرجولة الحقّة لا الذكورة الفارغة.
بالأمس اغتيل إسماعيل الغول ورفاقه، واليوم لحق به أنس الشريف ومن معه.
فإلى متى؟ وإلى أين؟
هؤلاء الذين لا دين لهم ولا وطن تجاوزوا كل حدود الطغيان… قتلوا الأبرياء والأطباء، هجّروا الأطفال، استهدفوا الشجر والحجر والحيوان… وحتى الصحافة والحقيقة.
الأغبياء يظنون أن اغتيال الكلمة يُطفئ نورها، لكن دم أنس فضحهم أكثر، وجعل صوت الحق أعلى وأشد وقعًا.
أنس الشريف لم يمت… أنس الآن في جنات الخلد، حيث لا خذلان ولا جوع ولا خوف.
رحل وهو غاضب من خذلاننا، حين قال: “لا بارك الله فيكم ولا في إنسانيتكم، والله لن نسامحكم عن هذا الخذلان”.
يا خوفاه ويا حسرتاه على عروبتنا وعلى خذلاننا… كلمات تطعن القلب، وتكشف حجم العار.
لا تشكُنا لربك يا أنس، فما لنا إلا الدعاء.
نبكي لبكائكم، ولو كانت الدموع دمًا لأذرفناها، ونتألم كما لو بيننا وبينكم شارع واحد.
ندعو لفلسطين كما لو أننا أبناء أحيائها من جباليا إلى رام الله، ومن حي الزيتونة إلى القدس. فهي قضيتنا الأولى ووجعنا الأكبر.
وأنا أكتب الآن، لا أجد ما يعبّر عن 1% من حزني.
أتساءل: لو كان شعب آخر مكانكم، هل كان سيصمد كما صمدتم؟
أكاد أجزم… لا شعب يشبهكم.
اصطفاكم الله، ووعدكم بالنصر، ووعد الله حق لا يخلف الميعاد.
سامحونا إن قصرنا… فوالله لا حول لنا ولا قوة.
ستبقى القدس صامدة حتى يأذن الله، وسيبقى صوت أنس يجلجل: الحق لا يموت.
سلام على أنس… وسلام على كل شهداء الحقيقة.
سلام على أرض القدس حتى يأتي النصر.
تحيا فلسطين حرة… وتسقط كل يد بلا موطن ولا كرامة.