شهدت جماعة جمعة سحيم بإقليم آسفي صباح اليوم واقعة غير مسبوقة، بعدما نفذ مجهولون عملية سطو محكمة على وكالة بريد بنك، في سيناريو وُصف بـ”الهوليودي”، انتهى بالاستيلاء على مبلغ مالي ضخم يناهز 130 مليون سنتيم.
وحسب معطيات حصرية حصلت عليها “منبر24″، فإن الجناة تمكنوا من التسلل إلى الوكالة عبر حفر جدار خلفي للبناية، في عملية دقيقة لم تترك أي أثر واضح وراءها. غير أن المثير أكثر هو نجاحهم في فتح الصندوق الحديدي المخصص لحفظ الأموال، حيث كشفت مصادر من داخل التحقيق أن الصندوق لم يُكسر، بل تم فتحه بواسطة مفتاح عُثر عليه فوقه، ما يطرح فرضيات مثيرة حول احتمال وجود تواطؤ داخلي أو تسريب مسبق لمعلومات حساسة عن الوكالة.
وزادت علامات الاستفهام حين تبين أن جهاز الإنذار لم يشتغل إطلاقاً أثناء عملية الاقتحام، في وقت كان من المفترض أن يكون الخط الدفاعي الأول ضد أي محاولة سرقة. كما أن الحفرة التي نفذ منها اللصوص تم حفرها بجانب آلة تخزين بيانات الكاميرات (DVR)، ما أدى إلى تعطيل تسجيلات المراقبة وحرمان المحققين من أدلة بصرية مهمة.
هذه المعطيات الخطيرة تدفع إلى طرح سؤال جوهري: كيف تمت هذه العملية المعقدة دون أن تترك وراءها أي أثر رغم توفر الوكالة على تجهيزات أمنية؟ ومن يقف وراءها؟
في المقابل، باشرت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بآسفي أبحاثًا دقيقة بتنسيق مع الشرطة العلمية، من أجل رفع البصمات وتجميع الخيوط الأولية، وسط تكهنات بأن التحقيق قد يقود إلى الكشف عن شبكة إجرامية منظمة، وربما إلى تورط أطراف لها صلة مباشرة بتسيير الوكالة.
وإلى حين كشف خيوط هذه القضية، تبقى سرقة وكالة بريد بنك بجمعة سحيم واحدة من أخطر عمليات السطو المالي بالمغرب، بالنظر إلى طريقة التنفيذ التي تطرح أكثر من علامة استفهام حول مستوى الحماية الأمنية للمؤسسات المالية بالمنطقة.
