اعلان
اعلان
مقالات الرأي

خطوة تعيدنا إلى الوراء

اعلان
اعلان

رجعت الحياة تدب منذ 24 يونيو، بعد رفع الحجر الصحي في كل ربوع الوطن بل حتى التي عرفت ومازالت تعرف انتشار فيروس كوفيد 19، ليظهر أن ثلاث أشهر لم تكن لتغير فينا أي شيء، أين الالتزام بالبرتوكول الصحي الذي دأبنا عليه على امتداد فترة الحجر الصحي.
تراكمات السنين، جعلتنا لم نتعلم احترام الصفوف، وتوقير الكبير واحترام الصغير، واكتساب مهارات جديدة في فن التعامل مع الأسرة والأصدقاء وكذلك الجيران وكل الناس، بالإضافة إلى عدم الانصياع بالالتزام بالبرتوكول الصحي (النظافة، التهوية، التعقيم، الكمامة، والتباعد الجسدي).
أشارت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس لم يفقد قوته وأنه مازال اللقاح لم يبتكر، وإن كانت أردفت سابقا أن الفيروس يفقد قوته في فصل الصيف وسيعود بقوة خلال فصلي الخريف والشتاء، وأن الدول عادت إلى حياتها الروتينية القديمة كما لو أن لا شيء لم يقع في الشهور الماضية، لأنها أرادت احياء اقتصادها.
فالمغرب فرض وحتم عليه العودة إلى الحياة السابقة بنوع من التوجس، لكن الحالات القليلة التي سجلت قبل رفع الحجر الصحي، كانت ضئيلة ومطمئنة مقارنة مع الأرقام المخيفة مؤخرا، وإن كان تسجيل معدل الإماتة ضعيفا وأيضا قلة الحالات الخطيرة، فقد جاء على لسان وزارة الصحة المغربية أن الوضع متحكم فيه ومطمئن، مما يعطي انطباعا لهذا الاستهتار هو تزايد حالات الشفاء التام باستعمال عقار “الكلوروكين”، حيث تحدثت وزارة الصحة المغربية عن اقتنائها لهذا العقار قبل شهر مارس ولربما قبل ذلك بشهر، مما يبرز أن المغرب استبق الوضع وحتى كبار الأطباء بفرنسا اتفقوا على فعالياته، فاعتبر المغاربة أن الدواء السالف الذكر يشفي في غضون أسبوعين، وتزكى هذا المعطى مع ارسال المساعدات الطبية الملكية، ومن ضمنها الدواء السابق لخمسة عشر دولة افريقية.
قد يزداد الوضع صعوبة في ظل الجموح الذي عرفه المغاربة بعد رفع الحجر الصحي، واجتياز امتحان البكالوريا، ونحن في فصل الصيف والاصطياف، لأن ما نشاهده في البحر كما الأسواق مرعب ومخيف، وتبادل الزيارات والعناق والتسليم باليد، والجلوس في المقاهي، وفي أفق التسوية مع أرباب حافلات السفر سنرى ما لا يحمد عقباه وهذا ما لا نرجوه، كما أننا نحذر من الاختلاط والتزاحم في كل الأماكن، وسعي الدولة لتشجيع السياحة الداخلية، كما نحن نشارف على عيد الأضحى، والكل يعرف خصوصياته بدءا من شراء أضحية العيد (الأغنام…)، ومستلزماته والاكتظاظ وسفر أصحاب المحلات التجارية وغيرها لمدة شهر كامل مما سيعيد حمى التبضع وتكديسها.
وبعد شهرين دخول مدرسي بأي حال سيكون في خضم تكدس المتعلمين في الأقسام وتجمعات أمام باب المؤسسات التعليمية والجامعية والتكوينية، بل حتى أمام الأقسام والساحات، وكيف سيدرس الأساتذة وهم على أفواههم الكمامات وكذلك المتعلمون والطلبة، ينضاف مشكل المدارس الخصوصية، ومع التصريح الأخير لسيد سعيد أمزازي فقد تكون الدورة الخريفية عن بعد كسيناريو محتمل.
لكل ما سبق قد يفرض على الدولة إعادة فرض تدابير الحجر الصحي في بعض المناطق كما المدن، على غرار مدن أوربية كلشبونة وبرشلونة وملبورن، وبؤرة الفيروس بكين وغيرهم في بريطانيا والهند …، وسيصعب على الدولة أعادة تطبيق هذه التدابير لأن ما عيشناه سابقا سيصعب الأمر.

اعلان

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى