يحتفل الشعب المغربي اليوم الجمعة بالذكرى 36 لاسترجاع واد الذهب ، وهي مناسبة لاستحضار محطة تاريخية كبرى في ملحمة الوحدة وتكريس لمسار تنموي متواصل امتد على مدى 36 سنة.
وتعود بنا هذه الذكرى إلى يوم 14 غشت 1979 حين ألقى وفد من علماء وفقهاء وشيوخ القبائل وأعيان من إقليمي أوسرد ووادي الذهب بين يدي الملك الراحل الحسن الثاني، نص البيعة معلنين ارتباطهم الوثيق بالمغرب، مؤكدين للرأي المحلي والوطني الاقليمي والدولي تشبثهم الواثق بمغربيتهم وبوحدة التراب الوطني من طنجة إلى الكويرة .
وما كادت تمر إلا بضعة أشهر حتى تحقق اللقاء مجددا بين مبدع المسيرة الخضراء وأبناء إقليم وادي الذهب عندما حل به في زيارة رسمية بمناسبة احتفالات عيد العرش المجيد، حيث تجددت العروة الوثقى ومظاهر الارتباط القوي بين العرش العلوي المنيف وأبناء هذه الربوع المناضلة من الوطن، هذا الارتباط الذي أحبط كل مناورات خصوم وحدتنا الترابية.
و تعتبر هذه الذكرى، حدثا مهما في تاريخ النضال الوطني، التي حمل مشعلها بعزيمة وقوة وإيمان مبدع المسيرة الخضراء المشمول بعفو الله المغفور له الملك الحسن الثاني، عندما خاطب رعاياه أبناء هذا الوطن قائلا آنذاك : “إننا قد تلقينا منكم اليوم البيعة، وسوف نرعاها ونحتضنها كأثمن وأغلى وديعة، فمنذ اليوم بيعتنا في أعناقكم، ومنذ اليوم من واجباتنا الذود عن سلامتكم والحفاظ على أمنكم والسعي دوما إلى إسعادكم، وإننا لنشكر الله سبحانه وتعالى أغلى شكر وأغزر حمد على أن أتم نعمته علينا، فألحق الجنوب بالشمال ووصل الرحم وربط الأواصر”.
ومنذ ذلك الحين والمغرب سائرا في درب البناء والنماء والارتقاء بأقاليمه الجنوبية وبكافة اقاليم المملكة إلى مدارج الرقي والتقدم والازدهار، مدافعا عن الوحدة الترابية للوطن˛ مبرزا في في كل المناسبات الدينية والوطنية وفي كل المحافل الدولية مشروعية حقوقه.
ويعيش إقليم وادي الذهب، منذ استرجاعه تطورا ملموسا في مختلف المجالات ذلك أن المستوى المعيشي لسكان الإقليم انتقل إلى مراتب متقدمة، قياسا بما كان عليه قبل 36 سنة، وهو تطور مرتبط بالنمو السكاني الذي عرفه الإقليم بسبب تنامي فرص الشغل فيه، وانتقاله من نقطة عبور، كما كان عليه الأمر خلال الاحتلال الإسباني، إلى مركز حضري جاذب للاستقرار.