استأثر موضوع جائحة وباء فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 العالم، صغيرها وكبيرها، انتابنا التخوف بعد اعلان توقف العالم من خلال المباريات والندوات والاجتماعات المباشرة ثم أماكن الترفيه…
سارعت الحكومة المغربية إلى خدمة الشعب عبر عدة إجراءات أشرنا لها سابقا، لكن من واجب الشعب الانصياع لتوجيهات السلطات الوصية، مع أننا نسجل إجراءات غريبة كقانون الكمامة 20.22 واستمرار بعض الشركات والمصانع في العمل واستمرار حالات العدوى مما أدى إلى استمرار الوضع بل وتفاقمه.
أثبت ديننا الإسلامي صدقه وحقائقه فيما أدرجه من آيات وأحاديث، كما أبرز لنا أمراضا خطيرة كالشائعات والترهات وكلام التافهين من أشباه الفنانين والمفكرين.
وأن هناك أناس يعيشون في الظل من متشردين وأطفال في وضعية صعبة، والفقر المذقع، وآخرون فقدوا رزقهم وازدادتهم مصاريف الأنترنيت في ظل التعليم عن بعد، لأناس يشتغلون في مهن صعبة كالباعة المتجولون ومنظفات البيوت والمستشفيات وعمال البناء والحرفيين وحتى عمال المصانع والشركات…، لأولئك الذين فكروا في شرفهم وأن لن يدخلوا لقمة حرام إلى منازلهم، وحسرة لأناس انعدمت فيهم الإنسانية وطردوا أسر لا تملك ثمن الكراء في هذه الوضعية، مما يفرض وضع مخطط تنموي يسهم في الحد من الفوارق الاجتماعية الصارخة.
في منزلنا أصبحنا نصلي صلاة التراويح والتهجد جماعة كما أننا أحيينا لأول مرة ليلة القدر في منزلنا، هذا بالإضافة إلى حلق رؤوسنا بأنفسنا وبمساعدة أخي ليبرز لنا دور الفقيه والحلاق في حياتنا، أتاحت لنا هذه الظروف الابداع والإسهام بمقالات أرخت لكل الأحداث التي عرفها وطني المغرب، عبر محترف الممارسة والمعرفة الصحفية إذ أتكون فيه منذ السنة الماضية، وببرنامج إذاعي افتراضي عبر الواتساب تحت اسم “حديث المؤنس”، يعنى بمواضيع تخاطب الوجدان، وتلامس قيم تندثر من مجتمعنا أفرادا وجماعات بالإضافة إلى برامج أخرى كبرنامج مسار فنان “عبد القادر مطاع نموذجا”، في أمسيات رمضان، ويهدف لأخذ التجربة الإذاعية من خلال محترف الممارسة والمعرفة الصحفية.
شهدت أن هناك من صور نفسه يمارس الرياضة في الأسطح والمنازل، ألم يراعوا للذين يعيشون في منازل بل في بيوت هشة آيلة لسقوط وصغيرة الحجم (دور الصفيح)، سجل افتقاد عدة أسر مكتبات كتب والأنترنيت وتلفاز في آخر صيحات الموضة بل منعدمة في مداشر وقرى وطننا، لمحاربة الملل.
ظهرت سلوكيات غير إنسانية وغير مواطنة، لبعض الناس الذين كدسوا وخزنوا كميات ضخمة من المنتوجات الغذائية والطبية (الأدوية)، رغم تطمينات الحكومة على توفير السلع لثلاث أشهر قادمة، هل هي أزمة ثقة بين المواطنين والحكومة أم حب البقاء والنرجسية؟
أتبث البلاء أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، لكنه بالمقابل يحب ذاته ويحقق مصالحه غير آبه بمصالح الآخرين، حيث لوحظ حالات العنف ضد بعض الأطفال والنساء، وحالات الاغتصاب لأطفال صغار البعض منهم لا يتجاوز أربع سنوات.
أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي بدور فعال، فلولاها لعشنا جحيما لا يطاق على الأقل من له إمكانيات التوفر على الأنترنيت الإبحار في عالم التعلم والتعليم، والأفلام ومتابعة الأخبار وغير ذلك، يتسرب الملل والضجر بالناس وينضاف له تخوف الأسر وأبنائها من ذهابهم إلى اجراء اختبارات البكالوريا وبأي نفسية سيجتازون ذلك، حيث سيسجل مع الأسف تكدس أولياء الأمور أمام أماكن اجتياز أبنائهم، وتخوف من تجمعات المتعلمين، بالرغم من أن الوزارة الوصية والداخلية والصحة سيضعون خطة محكمة تحسبا لأي تجمع.
تخوف من أن يرفع الحجر الصحي في 10 من يونيو المقبل، والحديث عن التكيف لتعايش مع الفيروس إلى حدود أخر السنة لإيجاد لقاح له…
ألفنا التصافح مع الجميع، فأبعد الفيروس عنا ذلك، وأجبرنا على التباعد وعدم المخالطة، أحس وأوعى الجميع بمعاناة الأساتذة وبأدوارهم، بعد مكوث المتعلمين في منازلهم، وبدأ الضجيج وصراخهم وطلباتهم التي لا تنتهي، وإيجاد الأمهات كما الآباء صعوبة تدريس أبنائهم، فأدركوا أهمية وقيمة وظيفة التدريس، فالأساتذة يربون ويدرسون بل يحملون هم من يدرسونهم، مراعين خصوصياتهم، فالأساتذة لا يحتاجون التكريم ولا الشكر فهم مكرمون من الله عز وجل.
وفي أوج الأزمات تظهر الإبداعات والابتكارات التي ستنقل العالم إلى مرحلة أخرى من العولمة بإيجابياتها وسلبياتها، وبكل صراحة لم أكن أجد جوابا لمن كانوا يسألونني عن أول مكان سأذهب إليه بعد رفع الحجر الصحي، هل سأذهب إلى المسجد لصلاة ركعتي شكر لرفع البلاء، أم لزيارة أحد الأصدقاء أم التقاء مع بعض أصدقائي في المقهى…، ولا تنسوا ختاما نزداد تباعدا كل يوم لتزداد محبتنا ووحشتنا لمن نحب ويحبونا.
اعلان
اعلان
اعلان