دعا المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، الحكومة عموما والقطاعات الوصية خصوصا إلى اعتماد المقاربة التشاركية في تدبير قضايا منظومة التربية و التكوين التي تعني كل المواطنات و المواطنين، و تخص ما يقارب اليوم 12 مليون أستاذ و متعلم و إداري و مستخدم، و ذلك بتوفير الظروف الضامنة لاستقرارهم الاجتماعي والمعنوي والنفسي وأوضاعهم الصحية .
وسجل المرصد في بلاغ له، توصلت منبر 24 بنسخة منه، أن الارتباك والارتجال الذي صاحب تنظيم الامتحانات في مجموعة من المواقع والمراكز الجامعية من حيث الإعداد، والتنظيم، والتصحيح، وكذا الوعود الوهمية التي قطعها بعض المسؤولين على أنفسهم تجاه الأساتذة والإداريين في بعض الجامعات .
وعبر عن أسفه لعدم احترام البروتوكول الصحي المعلن عنه من قبل الحكومة في مجموعة من المؤسسات التربوية، من انعدام مواد التعقيم – أسبوعين بعد تاريخ الدخول التربوي – و وضع الكمامات و قياس الحرارة و الابتعاد و غيرها من الاجراءات الاحترازية، داعيا في الوقت ذاته وزير المنظومة لمراجعة النظام المعتمد في امتحانات السنوات الاشهادية بالابتدائي والإعدادي و الثانوي الخاصة بالرسميين والأحرار تنفيذا للالتزام الذي قطعه على نفسه.
كما طالب المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، وزير التربية الوطنية و التكوين المهني والتعليم العالي و البحث العلمي، سعيد أمزازي، من موقعه رئيسا للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بالإعلان عن دخول تربوي، حضوري، إجباري بجميع المؤسسات التربوية العامة، والخاصة ، والبعثات الأجنبية تفعيلا للمقتضيات العلمية المعمول بها دوليا بخصوص الدخول التربوي خصوصا في مستويات الأولي والابتدائي والإعدادي – و لم لا الثانوي – تأهيلي، مع الحرص على التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي خصوصا بالنسبة للأساتذة والإداريين وتلاميذ الثانوي تأهيلي.
ودعا المرصد رؤساء الجامعات وأعضاء مجالسها لتحمل المسؤولية كاملة في تدبير المرحلة، بما في ذلك الدعوة لعقد دورات استثنائية تتدارس الأوضاع التربوية، و التكوينية للطلاب والأساتذة والإداريين في زمن كورونا، و ظروف اجتياز عمليات امتحانات الأسدس السادس والرابع و الثاني، و النظر في الغيابات التي صاحبتها بنسب متفاوتة بين المؤسسات، مع البث في امتحانات الدورة الخريفية للسنة الماضية غير المنجزة في مجموعة منها، والمناقشة الجدية لجواز تأجيل استئناف الدخول الجامعي الحالي إلى تاريخ لاحق ، حتى لا تتكاثر حالات الإصابة خصوصا الحرجة منها.
وفي سياق آخر، دعا المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، الحكومة إلى إعادة النظر في بروتوكل التواصل مع المواطنات والمواطنين زمن الكورونا والاقتناع بأن الحل الأنجع في مواجهة هذا الوباء، يتمثل في تشجيع المغاربة على التعايش معه مع ضرورة احترام الإجراءات الاحترازية، والكف بالمطلق عن خطاب الترهيب والتخويف في رسائل الحكومة و الخطابات الإعلامية، ومن ثم نحذر مما قد ينتج عن اصابة المغاربة برهاب الوباء وهو أخطر من الكوفيد نفسه، لأن نتائج ذلك ستكون وخيمة على مستقبل الوطن بكل مكوناته.
وطالب المرصد، الجهات الحكومية المسؤولة على تدبير هذا الملف بـ”إيلاء اهتمام خاص بالحالات الصعبة ، والحرجة المتوقعة – تتبعا وعناية بحالاتها– والمتمثلة أساسا في كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة من مثل الصدرية والتنفسية والقلبية وحالات ارتفاع الضغط الدموي و غيرها، مع الدعوة لإقامة مسح وبائي لكل هؤلاء، عوض تركيز الاهتمام بكل المغاربة والذين لأغلبيتهم مناعة ذاتية، و التركيز أساسا إلى جانب ذلك على إعادة الحياة للدورة الاقتصادية والسياحية و المالية و الاجتماعية للمدن والقرى، وبينها و بين بقية دول العالم”.