أهل عيد الأضحى هذه السنة في خضم جائحة كوفيد 19، ففي صبيحة يوم الجمعة 31 يوليوز 2020، تستيقظ الأسر منذ أولى ساعات الصباح، لكن في هذه السنة مع غياب صلاة العيد في المساجد كما المصليات، والاقتصار على الصلاة في البيوت دون خطبة، فالعيد تنقصه صلاة المصلى وطوابير المصلين في جو كما لو كنا في الحج، وهي شريعة كما لو أنه يوم الحشر.
غابت صلاة العيد في المساجد والمصلى، لم نرى البياض الناصع المتجلي في مسيرات كل شرائح المجتمع من المصلين يحملون على أكتافهم السجادات، يكبرون ويحمدون، لم نسمع التكبير لعيد استثنائي أيضا غابت الملابس التقليدية فلمست عيدا مغايرا فلم يشاهد العناق وتبادل التهاني إلا قليلا، وهذا يتوجب الإشارة إلى أناس لم يعد يأبهون بهذا الفيروس، كما أني لم أرى الأطفال في الشارع بلباس جديد، يوم عيد الفطر وتكرر مع عيد الأضحى، غيب شي رؤوس الأضاحي في الأزقة والأحياء وكذلك الدروب إلا من زمرة بعض الشباب.
استحضر أني اشتريت أضحية العيد من عند أحد الأصدقاء من منطقة بن احمد التابعة لمدينة سطات، واتصلت به لأخبره كيف يمكن ارسال الأضحية والسفر ممنوع من وإلى الدار البيضاء، طمأنني بانه سيرسلها بطريقة عادية كما السنة الماضية، وهذا ما وقع فقد توصلت بالكبش قبل أربع أيام من العيد الأضحى المبارك.
أتذكر صعوبة استيقاظي يوم العيد، تناولت فطوري مع أسرتي الصغيرة وبادلتهم تهنئة العيد لتبدأ الاستعدادات لنحر أضحية العيد، وكل الدعوات لتقبلها من الله عز وجل، بعد ذبح أضحية العيد تأتي مرحلة السلخ ثم تأتي مرحلة الشواء في جو بهيج عموما، لكن الملاحظ حقيقة عيد متوجس بخوف هذا البلاء.
أعود بكم إلى اليوم الثاني من العيد والذي يكون مخصصا لتقطيع أضحية العيد، وقيام الأسر بتكريم اللحم أو ما يصطلح عليه بالقديد، وتخزين اللحم في الثلاجة والبعض منها كصدقة وأيضا لتبادل الولائم التي رغم الوباء فبعض العائلات لم تلغي هذه العادة التقليدية المتأصلة والتي هي من تقاليد المغرب، مع تقديم الشاي والحلوى وكذلك الشواء ولحظات الضحك والنكت.
وفي عز الأزمة والظروف الاقتصادية التي أرخت بثقلها على الجانب الاجتماعي بسبب الفيروس الكورونا، وفي ظرف سنة فلاحية عرفت عدم تساقط الأمطار، شوهدت صور سرقة الأضاحي في رحبة الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء من طرف منعدمي الضمير وهي صورة مصغرة لما يقوم به أشباه البرلمانيين كممثلي الشعب مع الأسف، وقبلها طرد الناس بائعي الأغنام في إحدى مناطق مدينة فاس بسبب غلاء أسعار أضاحي العيد، مازالت الكورونا لم تغير فينا الأنانية والبشاعة وسوء الأخلاق.
استوجب في هذه الظرفية الصعبة، التضامن والمبادرات الإنسانية التي غابت إلا من بعض المحسنين، أقول من رأيي الخاص أن الشعيرة الدينية لم تعد تحمل إلا الاسم، التباهي والتفاخر، وككل سنة تتكاثر النفايات في الشوارع والأزقة، وتزداد محن عاملات وعمال النظافة، ولأول مرة لاحظت رمي البطانة في القمامة، وترك بقايا شي رؤوس الأغنام ليزداد المنظر سوداوية.
انتابني إحساس غريب مازال يراودوني، ما الذي يجري ويدور في منطقة الشرق الأوسط، أخص بالذكر فلسطين وسوريا واليمن وليبيا ثم لبنان ونحن في زمن الكورونا، وأيضا في ليبيا والسودان والجزائر، العالم العربي والإسلامي من المحيط إلى الخليج يعيش المآسي والآهات، هل كل ذلك بفعل الكيان الصهيوني ام المسيحي أم من أفعال ما يسمون أنفسهم الوطنيين فوق المناصب وسدة الحكم، أريد الإجابة الشافية وهي مغيبة ويصعب الإشارة إليها.
واستغل الفرصة عبر هذا المنبر لأشكر كل الذين ينشرون مقالاتي ويتابعون كل جديد عني ويشاركونه ويدعمونني، انتظروا أجزاء أخرى قريبا.